نام کتاب : شيخ الإسلام في قفص الاتهام نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 400
والطريقة..
أو الأحكام الشرعية، وكيفية تنزيلها وتطبيقها في الواقع بحسب كل شخص.
وهم يقرون،
بل يذكرون كل حين أن الشريعة تحتاج إلى نبي مرسل معصوم، وأنه لا يجوز أن يضاف إليها
شيء أو يحذف منها شيء، وأن البدعة في أحداث شيء في الدين لم يأذن به الله ولا
رسوله a.
أما الطريقة،
وهي المنهج العملي الذي تطبق به الشريعة، وخاصة في أحكامها الروحية والتربوية،
فهي محل للاجتهاد والنظر والتجربة.. فما يصلح لتربية شخص، قد لا يصلح لغيره.
ولذلك ينص
الصوفية على أن الشريعة واحدة بينما الطرق لا حد لها، كما لا حد للطبائع
الإنسانية، أو كما قال الشيخ محي الدين بن عربي: (الطرق إلى الله عدد أنفاس الخلائق)[1]
وبذلك فإن الطرق الصوفية مع مشربها
الواحد، وهو الشريعة إلا أنها تختلف في تطبيقها باعتبارين:
الاعتبار الأول: هو رؤية الشيخ لكيفية التربية، فالبعض يغلب في تسليكه
للمريدين طريقة المجاهدة، وآخرون يستعملون طرقا أخرى، ومن هنا نجد في الطرق
الصوفية وصف بعض الطرق بكونها طريقة مجاهدة، أو طريقة شكر، أو غير ذلك.
الاعتبار الثاني: هو اختلاف طبائع المريدين وحاجاتهم، وهذا من يجعل الشيخ
يبحث في الشريعة عما يتناسب مع حاجة هذا المريد أو ذاك، كما عبر عن ذلك الشيخ عبد
القادر عيسى، فقال عند حديثه عند تعدد الأوراد
في الطرق: (وبما أن صيغ الأذكار كثيرة متنوعة، ولكل صيغة تأثير قلبي خاص ومفعول نفسي
معين، فإن مرشدي السادة الصوفية – أطباء