نام کتاب : شيخ الإسلام في قفص الاتهام نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 53
مبالغين في
ذلك، وهو سهل متسامح مع اليهود والنصارى يقول عن كتبهم إنها لم تحرف تحريفاً
لفظياً، فاكتسب بذلك إطراء المستشرقين له، شديد غليظ الحملات على فرق المسلمين لا
سيما الشيعة... ولولا شدة ابن تيمية في رده على ابن المطهر في منهاجه إلى أن بلغ
به الأمر إلى أن يتعرض لعلي بن أبي طالب كرم الله وجهه على الوجه الذي تراه في
أوائل الجزء الثالث منه بطريق يأباه كثير من أقحاح الخوارج مع توهين الأحاديث
الجيدة في هذا السبيل..) [1]
وقلت في
مقالة لك: (وقد سئمت من تتبع مخازي هذا الرجل المسكين الذي ضاعت مواهبه في شتى
البدع، وفي تكملتنا على (السيف الصقيل) ما يشفي غلة كل غليل إن شاء الله تعالى في
تعقب مخازي ابن تيمية وتلميذه ابن القيم) [2]
قال: أجل..
قلت ذلك وغيره كثير.. ولكني أرى نفسي مقصرا.. فلو علمت أن الشيطان سيستخدم أقوال
ابن تيمية ليشوه الإسلام بهذه الصورة لجعلت كل كتبي في الرد عليه.
قال ذلك، ثم
أخرج وثيقة من محفظته، وقدمها لي، وقال: لقد جبت الزمان والمكان.. ورحت أبحث عن كل
عالم من مدرستنا الحنفية رد على ابن تيمية أو عرف مدى خطورة أطروحاته على
المسلمين، فكتبت اسمه وجئت بتوقيعه.. لنتقدم به لمحاكمته والتحذير من أخطاره.
قدم لي
وثيقة، وقد دهشت من كثرة الأعلام الواردين فيها..
كان من بينهم
الإمام الشيخ محمد بن محمد العلاء البخاري الحنفي، وقد سألت الكوثري عنه، فذكر لي
أنه (كان يُسأل عن مقالات ابن تيمية التي انفرد بها فيجيب بما ظهر
[1]
الإشفاق في أحكام الطلاق، محمد زاهـد الكوثري، ص 268.