أما الأهداف
التي يذكرها الشيعة في هذا، فيختلفون فيها بين الهدف المعتبر المؤثر.. وبين الهدف
الشيطاني الأسطوري..
أما الثاني
فهو الذي يهدف إلى بث الأحقاد ونشر الفرقة والفتنة في الأمة الواحدة، فيفرق بينها
جميعا على أساس إحيائها لهذه المناسبة أو عدم إحيائها.. ولا شك أن هذا هدف شيطاني،
فالشيطان هو الذي يدعو إلى الفرقة ونشر الأحقاد والضغائن وما ينتج عنها بعد ذلك من
مظالم.
وأما الأول فهو
الذي يهدف إلى استثمار تلك المأساة العظيمة في ربط القلوب بمحبة أهل البيت والتعلق
بهم، وهو هدف شرعي ورد في السنة النصوص الكثيرة ما يدعو إليه، ولا يصح أن يقتصر
هذا على طائفة دون طائفة، فأهل البيت للأمة جميعا، وليس لطائفة بعينها..
ولكن الهدف
الأعظم من هذا هو استثمار الحادثة في الدعوة إلى الإصلاح والثورة السلمية ضد الظلم
والطغيان، وهذا دافع شرعي، وبسببه استطاع الإسلاميون في إيران أن يسقطوا دولة
الشاه، ويقيموا دولة ولاية الفقيه، وقد قال الخميني معبرا عن هذا: [كل ما عندنا من
عاشوراء]، فقد كان الخطباء يحولون في هذه المناسبة وغيرها من الشاه الدكتاتور
الطاغية يزيدا، ويحولون من الجماهير أنصارا للحسين، وقد استطاعوا بذلك أن يحيوا
روح الثورة في الشعب ليسقط الطاغوت.
وقد عجز
الإسلاميون في مصر وغيرها ـ رغم طول فترة عملهم ـ من تحقيق مثل ذلك الإنجاز، لأنهم
لم يدركوا ـ إدراكا كاملا ـ أن الجماهير لا تحركها الخطابات العقلية بقدر ما
تحركها المؤثرات العاطفية، وخاصة تلك التي تعود لأسباب دينية.
بل إننا لو
تأملنا في مسيرة أكبر حركة إسلامية وهي حركة الإخوان المسلمين لوجدناهم يعتمدون
هذه الطريقة لتوجيه الرأي العام واستثماره، وإن كان استثمارا