شهر رجب من
الأشهر المحرمة التي ورد في النصوص المقدسة ما يبين فضله وخيريته وكونه من أيام
النفحات التي من تعرض لها لن يشقى أبدا..
فهو فرصة
عظيمة لأصحاب الذنوب ليتطهروا من ذنوبهم، ويستعيدوا فطرتهم الأصلية، ونقاءهم
الطبيعي، أو ـ باللغة المعاصرة ـ يعيدوا لذواتهم ضبطها الافتراضي الصحيح الخالي من
كل شائبة.
وهو فرصة ـ
كذلك ـ لأصحاب الحاجات ليرفعوا أيديهم لمخازن الرحمة الإلهية التي تفتح في هذا
الشهر وما يليه، كما لا تفتح في غيره..
وهو فرصة
أيضا لأصحاب الهمم العالية للعروج للحضرة المقدسة لينهلوا منها المعارف والأذواق
ما لا يجدون مثله في سائر الأشهر.
وهكذا فإن
لهذا الشهر العظيم نفحاته الخاصة، وبركاته المميزة، التي خصه الله بها، والله
تعالى يخص ما يشاء بما شاء، ﴿وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ
مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴾
[القصص: 68]
وقد شاء ـ
بحسب ما تدل عليه الروايات ـ أن يجعل هذا الشهر المعظم مناسبة من مناسبات فضله
العظيم الذي لا يحد ولا يعد.
وبناء على
هذا سارت الأمة بمذاهبها وطوائفها تعظم هذا الشهر، وتنتظر نفحاته، وتقوم بتهيئة
نفسها لتلقي بركاته ومدده وفضله وخيره.. كل حسب طاقته وحسب الوجهة التي تولاها..
أما الصوفية،
والذين يشكلون أكثر الأمة باعتبار أن أكثر أصحاب المذاهب الأربعة تبنوا في السلوك
التحققي والتخلقي الطرق الصوفية.. فإن لرجب عندهم مكانة خاصة،