ولهذا
يشتغلون فيه بأنواع العبادات والأذكار التي يخصونها به دون غيره، بناء على
الروايات الي يرفعونها إلى رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم)
، ويعتقدون فيها اعتقادا عظيما، ومنها قوله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم):
(ألا إنَّ رجب شهر الله، وشعبان شهري، ورمضان شهر أمّتي. فمن صام يوماً من رجب
ايماناً واحتساباً استوجب رضوان الله الأكبر وأسكنَ الفردوس الأعلى)
ومنها قوله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) : (أكرموا رجب يكرمكم الله بألف كرامة يوم القيامة)
ومنها قوله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) : (فضل رجب على سائر الشهور كفضل القرآن على سائر
الكلام)
ومنها قوله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) : (أكثروا من الاستغفار في شهر رجب، فإن الله
تعالى في كل ساعة منه عتقاء من النار وإن لله مدائن لا يدخلها إلا من صام رجب)
وهم ينقلون
عن شيوخهم أن (رجب خصَّ بالمغفرة من الله تعالى، وشعبان خص بالشفاعة، ورمضان خص بتضعيف
الحسنات)
وينقلون عنهم
أن (رجب شهر التوبة وشعبان شهر المحبة ورمضان شهر القربة)
وينقلون عنهم
أن (رجب ثلاثة حروف، راء وجيم وباء. فالراء رحمة الله، والجيم جول الله، والباء
بِرّه)
وينقلون عنهم
أن (اسمه رجب المرجم لأن الشياطين ترجم فيه لئلا يؤذوا المؤمنين)
وبناء على
هذا راحت الطرق الصوفية تتنافس في إكرام هذا الشهر العظيم، وتأدية حقه، والتعرض
لنفحاته وبركاته.
ومن النماذج
على ذلك ما يقوم به رجال الطريقة النقشبندية أو بعض فروعها من عبادات وأذكار وآداب
يستقبلون بها هذا الشهر، ويعيشون معها في ظلال نفحاته.
ومن تلك
الأعمال هذا الدعاء العظيم الذي يستقبلون به هذا الشهر الكريم: (يا ربي، إنني نويت
أن أتقدم نحو بحر وحدانيتك إلى مقام الفناء فيك، فلا تردني يا ربي يا