خطورة الحديث
عن هذا الموضوع بموضوعية ودقة وبعيدا عن كل الحساسيات لا تكمن في غموضه أو عدم
وضوحه.. وإنما تكمن في الموقف ممن يتحدث عنه سواء ممن يسمون أنفسهم [أهل السنة]،
أو من إخوانهم ممن يسمون أنفسهم [شيعة]
وبما أنني
أشعر أنني في مسافة واحدة بينهما، فكلاهما إخوان لي، بل كلاهما جزء مني، فأنا ـ
بحمد الله ـ لا أؤمن إلا بالإسلام الواحد الذي يتعالى على المذاهب والطوائف
والفرق.. فإنني ـ مثلما انتقدت الكثير من المناهج السنية ـ أرى نفسي مضطرا كذلك ـ
حسب ما يقتضيه العدل، وحسبما تقتضيه الشهادة الصادقة لله ـ أن أتعامل مع الشيعة
بمثل تعاملي مع إخوانهم من أهل السنة..
فلا يحق لشخص
يدعو إلى العدل والصدق، ويعتبرهما من أعظم القيم القرآنية والإنسانية، أن ينحاز
لطرف دون طرف، أو ينتقد جهة دون جهة.
وهذا المقال
موجه بالدرجة الأولى لجهتين من الأمة:
الجهة الأولى:
تتمثل في الكثير ممن يسمون أنفسهم [أهل السنة]، والذين يضعون الشيعة جميعا في سلة
واحدة، ثم يرمونهم جميعا بحكم واحد.. ويستعملون لذلك ما شاءت لهم أهواؤهم من
الأمثلة والنماذج، وما أسهل أن يوجد الشيطان للحاقدين والمفرقين لصف الأمة ما
يشاءون من الشواهد والأمثلة والنماذج.
وليت هؤلاء
تعاملوا مع الشيعة بمثل ما يتعاملون به مع أنفسهم.. فهم إذا ذكر لهم أي نموذج منهم
لا يناسبهم، يسارعون إلى البراءة منه، ويذكرون أنه لا علاقة له بهم.. وإذا ذكر لهم
حديث في مصادرهم لا يعجبهم، يسارعون بذكر من ضعفه، مع أنه من بينهم من صححه.