وهو يحذر من
هجر الأمة للقرآن وإعراضها عنه، وتقديمها لأهوائها عليه، فيقول: (إنه سيأتي عليكم
من بعدي زمان ليس فيه شئ أخفى من الحق، ولا أظهر من الباطل... فالكتاب وأهله في
ذلك الزمان في الناس وليسا فيهم، ومعهم وليسا معهم، لأن الضلالة لا توافق الهدى
وإن اجتمعا، فاجتمع القوم على الفرقة، وافترقوا على الجماعة، كأنهم أئمة الكتاب
وليس الكتاب إمامهم، فلم يبق عندهم منه إلا اسمه، ولا يعرفون إلا خطه وزبره)[1]
وهكذا نجد
الروايات الكثيرة عن سائر الأمة توصي بالقرآن، وتدعو إلى تفعيله في كل مجالات
الحياة، فالإمام الحسن يقول: (إن هذا القرآن فيه مصابيح النور وشفاء الصدور، فليجل
جال بضوئه، وليلجم الصفة، فإن التلقين حياة القلب البصير كما يمشى المستنير في
الظلمات بالنور)[2]
والإمام زين
العابدين يعبر عن علاقته الروحية بالقرآن الكريم، فيقول: (لو مات من بين المشرق
والمغرب لما استوحشت بعد أن يكون القرآن معي) [3]
والإمام
الصادق يعبر عن ضرورة اللجوء للقرآن الكريم لتبصر الحقائق، والابتعاد عن سبل الفتن
التي حرف بها الدين، فيقول: (من لم يعرف الحق من القرآن لم يتنكب الفتن)[4]
ويقول ـ لما
سئل: ما بال القرآن لا يزداد على النشر والدرس إلا غضاضة ؟ -: (لأن الله تبارك
وتعالى لم يجعله لزمان دون زمان، ولا لناس دون ناس، فهو في كل زمان