responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ولا تفرقوا نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 29

كما يعتقد أصحاب التشيع السني بأن أئمة أهل البيت هم القرآن الناطق، وأنهم تمثلوا القيم القرآنية، ودعوا إليها، وعاشوا في سبيلها، فهم يرون كذلك أنهم امتداد لرسول الله (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم) ، وليس كيانا مستقلا ولا موازيا، فدعوتهم هي دعوته، والقيم التي نادوا بها هي نفس القيم التي دعا إليها رسول الله (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم)، لأنهم ورثوا كل ما عندهم من رسول الله (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم)..

ولهذا نراهم يحذرون من أن يقدموا على رسول الله (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم) أو يبالغ في شأنهم بأكثر من وصفهم ورثته وخلفاءه وأوصياءه، وقد سئل إمام الأئمة الإمام علي بن أبي طالب من بعض الأحبار ـ بعد أن سمع كلامه العجب ـ: (يا أمير المؤمنين أفنبي أنت؟)، فقال له الإمام علي: (ويلك، إنما أنا عبد من عبيد محمد(صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم))[1]

وهكذا يقال في سائر الأئمة، بل إن رسول الله (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم) أشار إلى ذلك إشارة صريحة عندما قال عن الإمام الحسين: (حسين مني، وأنا من حسين)[2]

فهذا الحديث يشير إلى التواصل والامتداد بين الإمامة والرسالة.. فالإمامة فيض من فيوضات الرسالة، ومنبع من منابعها، وتجل من تجلياتها، وليست كيانا خاصا مستقلا.

ولهذا ورد في النصوص الكثيرة الجمع في الصلاة بين رسول الله (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم) وآله الطيبين الطاهرين.. لأنهم فرع ممتد يحفظ به الدين، وتحفظ به قيمه.

هذا هو مفهوم الإمامة عند أصحاب التشيع السني، ولهذا لا يرون في كونها سفينة نجاة أو حبله الممتد من السماء إلى الأرض ما يراه أصحاب الأماني الواسعة، من أن مجرد الولاء لهم كاف في ركوب السفينة، وفي القبض على الحبل.. فذلك غير صحيح..


[1] التوحيد: 174 / 3.

[2] رواه الترمذي (3775) وابن ماجه (144) وأحمد (17111)

نام کتاب : ولا تفرقوا نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 29
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست