بالمعروف وأنهى
عن المنكر وأسير بسيرة جدي وأبي علي بن أبي طالب)[1]
وهذه كلمة
عظيمة لها دلالتها المهمة في الوحدة الإسلامية، فهو لم يخرج لأجل طائفة، ولا ليؤسس
مذهبا، وإنما خرج ليعيد لهذه الأمة القيم النبيلة التي تلاعب بها الطلقاء وأبناء
الطلقاء.
وقد كان يعلم
أنه سيستشهد مع الكثير من أهل بيته، كما أخبر بذلك رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم)، ولكنه كان يعلم أن دمه لن يذهب هدرا، بل سيبقى
المؤمنون الذين يقتدون به في التضحية بكل شيء من أجل عودة الدين إلى أصالته.
وهكذا راح كل
إمام يمارس في عصره ما يقتضيه واجب وقته، لتكون كل تلك المواقف دروسا وعبرا يمكن
العمل بها وتفعيلها في المواقع المختلفة.
ولعل هذا هو
السر في كون الخلفاء اثني عشر.. حتى تتعدد مواضع القدوة، وتعالج كل ما يرتبط
بالحياة من ظروف.
انطلاقا من
هذا، فإن المتشيع تشيعا سنيا لا ينظر إلى قوة طائفته بقدر ما ينظر إلى قوة الأمة..
فالأمة عنده هي الأصل.. والطائفة ظرف طارئ أملته الظروف التي منعت الأئمة من أداء
أدوارهم كاملة..
أو أن
الطائفة هي مجرد تجمع أو جماعة تفكر كيف تحيي الأمة، وكيف تعيد لها الإسلام الأصيل
الممتلئ بالقيم الرفيعة..
ولهذا فإن
المتشيع بهذا النوع من التشيع يقبل أن يشاركه في العمل لتحقيق هذا الغرض من كان
معه في عقائده أو كان يختلف معه في بعض فروعها.. لأن الهدف هو إحياء الدين، لا
إحياء الطائفة.