هذه مقالات
كتبتها في مناسبات مختلفة، لكنها تجتمع لتحقيق هدف واحد هو الدعوة للتقارب بين
المذاهب الإسلامية، وخصوصا بين الطائفتين الكبيرتين في الأمة: السنة والشيعة.
وليس قصدي
منها أن تنتفي الخلافات بينهما، ولا أن يتحول السنة إلى شيعة، ولا الشيعة إلى
سنة.. فذلك لا أهمية له بالنسبة لي، فقد يتحول الشيعي إلى سني متطرف ممتلئ
بالأحقاد.. وقد يتحول السني إلى شيعي خرافي غارق في الأساطير والأوهام.. وبذلك
يتخلص كل منهما من علة ليقع في علة، أو يتهرب من وضع ليقع في وضع لا يقل خطورة
عنه.
وإنما هدفي
منها هو ردم بعض الحفر التي حفرها المغرضون بين هاتين الطائفتين الكبيرتين، وتبيين
أن نقاط الخلاف محدودة، وأنه يمكن تجاوزها، وأننا يمكن أن نعيش بمشاعر [الأمة
الواحدة] في ظل ذلك الاختلاف.
ولتحقيق هذا
الغرض عالجت هذه المقالات بطريقة بسيطة بعض القضايا الكبرى التي أوقع الشيطان
بسببها الفتنة بين كلتا الطائفتين.. وبينت أن كليهما يحمل صورة خاطئة عن الآخر..
وأن لكليهما جوانب مشرقة.. كما أن لكليهما حظه من الانحراف والبدعة والابتعاد عن
الدين الأصيل.
وقد حرصت
فيها أن أكون على مسافة واحدة بين الجميع، وما يبدو من الدفاع أحيانا عن جهة من
الجهات دون غيرها، فذلك لأني رأيت الحرب معلنة عليها.. والشريعة والأخلاق والقيم
النبيلة تدعونا لأن نقف في صف المستضعفين، وألا نخذلهم، ولو بالكلمة والنصيحة.