وأنا أعلم أن
الكثير مما كتبته فيها لن يرضي الكثير من الأطراف، ففي السنة متشددون يعتبرون
التقارب بين المسلمين بدعة وضلالة، ويسلطون كل سيوف حقدهم على من يدعو إلى ذلك..
ويحتجون له بأن بعض المشايخ كالقرضاوي، بعد أن أمضى سنين من عمره يدعو إلى الوحدة
والتقارب ندم على ذلك، وعلم أن إخوانه وزملاءه من السلفيين كانوا على حق..
ولست أدري
كيف يرد الفكر المستنير الوحدوي لجيل من أفاضل العلماء كالشيخ شلتوت والمراغي وأبو
زهرة والغزالي وغيرهم كثير، بتراجع شخص واحد، لسنا ندري أهدافه ولا دوافعه ولا
المتآمرون الذين يقفون خلفه.
ومثل هؤلاء
الداعين للفتنة في المعسكر السني نجدهم في المعسكر الشيعي بدعوى حماية المذهب أو
رفع التقية.. وهؤلاء الذين تمولهم أمريكا وبريطانيا، ولهم مؤسسات إعلامية في تلك
الدول.
وليتهم
اكتفوا بمعارضة التقارب .. بل إنهم راحوا إلى مقدسات المسلمين وخصوصا ما يتعلق
بعرض رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) الذي اتفقت الأمة
على تنزيهه وعصمته، يسيئون إليه، ليتستثيروا غيرة المسلمين، وليملأوا قلوبهم
أحقادا وظغائن.
وللأسف ..
فإن أولئك الحاقدين من السنيين الذين وقفوا في وجه التقارب لم يخطو خطوة تجاه هذا
المعسكر الشيعي المبتدع، ولم يطالبوا بإغلاق قنواته الفضائية المسمومة، وإنما
راحوا للقنوات الداعية للتقارب يحرضون عليها، ويطالبون بغلقها، بل يغلقونها
بالفعل، ويستغلون أولئك الأغبياء المتآمرين.
وأنا أعلم في
الأخير بأن هذا جهد المقل.. ولذلك أتمنى من زملائي الباحثين أن يسعوا لتحقيق هذه
الغاية النبيلة، ويحيوا تلك الدار المباركة التي قامت لإحياء سنة التقارب بين
المذاهب الإسلامية، والتي يسعى الآن كل المغرضون لهدمها.