responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ولا تفرقوا نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 99

ـ أي زوجة من زوجاته: (خديجة بنت خويلد)

تلك التي عاشت مع رسول الله a جزءا مهما من حياته، وفي فترة شبابه وكهولته، والتي لم يتزوج عليها غيرها مع كبر سنها، وصغر سنه.. والتي حزن رسول الله a لفقدها حزنا شديدا، بل ظل يذكرها إلى آخر أيام حياته.. وما ذلك لنزوة أو غريزة أو شهوة، فقد تعالى رسول الله a عن ذلك كله.. وإنما لما يحمله قلب تلك المرأة من طهارة وصدق وإيمان جعلها تتبوأ الدرجة العليا في سلم نساء العالمين، هي وأخواتها من النساء الثلاث.. ابنتها فاطمة التي هي بضعة رسول الله a، ومريم، وامرأة فرعون.

ففي الحديث عن ابن عباس قال: خط رسول الله a في الأرض أربعة خطوط. فقال: أتدرون ما هذا؟ فقالوا: الله ورسوله أعلم. فقال: (أفضل نساء أهل الجنة خديجة بنت خويلد وفاطمة ابنة محمد aومريم ابنة عمران وآسية ابنة مزاحم امرأة فرعون)[1]

وعن أنس قال: قال النبي a: (حسبك من نساء العالمين: مريم ابنة عمران وخديجة بنت خويلد. وفاطمة بنت محمد، وآسية امرأة فرعون)[2]

وهذا الفضل الذي ذكره رسول الله a ليس فضلا اعتباطيا، ولا عاطفيا، فرسول الله أكبر من أن يحكم بعاطفته، وقد قال تعالى عنه: ﴿وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى﴾ [النجم: 3، 4]

فرسول الله aهو المعبر عن الحقائق الكبرى للوجود، ولا يمكن لمن كان هذا شأنه أن يميل بهوى، أو ينطق عن عاطفة.

ولذلك فإن فضل خديجة بهذا الاعتبار، ينطبق مع العدل الإلهي، فقد قدمت خديجة من الخدمات لهذا الدين ما لا يصح احتقاره أو التهوين منه.. فقد كانت من أول


[1] رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني وقال الهيثمي رجاله رجال الصحيح (الزوائد 223 / 9)

[2] رواه الترمذي بسند صحيح والنسائي والحاكم (التاج الجامع للأصول 379 / 3)

نام کتاب : ولا تفرقوا نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 99
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست