النساء إسلاما، وبذلت كل ما لها في سبيل
الله إلى أن ماتت في الشعب فقيرة محاصرة لا تجد شيئا تأكله..
ولذلك كان رسول الله a يكثر من ذكرها، لكونها قدوة صالحة
للنساء، ومن السنة النبوية الالتزام بهذه السنة.. وهي ذكر خديجة وفضلها وجهادها
ومناقبها.. لكن السنة المذهبية غيبت ذلك كله.. وغيبت معه الدور المثالي للمرأة
الصالحة في القيام بالدور الذي تنوء به كواهل الرجال.
ففي الحديث عن عائشة قالت: كان رسول الله
a لا يكاد يخرج من البيت حتى
يذكر خديجة. فيحسن الثناء عليها. فذكرها يوماً من الأيام فأدركتني الغيرة. فقلت:
هل كانت إلا عجوزاً، فقد أبدلك الله خيراً منها، فغضب، ثم قال: (لا والله ما
أبدلني الله خيراً منها، آمنت بي إذ كفر الناس. وصدقتني إذ كذبني الناس، وواستني
في مالها إذ حرمني الناس. ورزقني الله منها أولاداً إذ حرمني أولاد النساء)، قالت
عائشة: (فقلت في نفسي لا أذكرها بسيئة أبداً )[1]
وقوله a: ((لا والله ما أبدلني الله خيراً منها)
كلمة عظيمة من الذي لا ينطق عن الهوى، وهي مشفوعة بقسم.. وما كان رسول الله a يقسم عن هوى..
وكمقارنة بسيطة بين خديجة وغيرها من نساء
النبي a، لم نكن نجرؤ على ذكرها لولا
أن القرآن الكريم ذكرها، ولولا أن التمييز العنصري الذي نراه اضطرنا إليها لما
ذكرناها.
فقد روي بالأسانيد الكثيرة المتواترة ما
يدل على الصبر الذي أبدته خديجة في حياتها مع رسول الله a في مكة المكرمة، وفي أوقات الشدة
العظيمة إلى أن ماتت