responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ولا تفرقوا نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 101

محاصرة في الشعب.. في نفس الوقت الذي يذكر القرآن الكريم والسنة الصحيحة أن نساء النبي a ـ وعائشة من بينهن ـ اشتكين حياة الشظف التي يعشنها مع رسول الله a إلى الدرجة التي نزل القرآن الكريم يخيرن فيها بين صحبة رسول الله a والصبر على حياته أو أن يملكن أمرهن بالافتراق عن رسول الله a.

قال تعالى يبين ذلك: ﴿ يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا (28) وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 28، 29]

وقد أورد البخاري في سبب نزولها أن عائشة أخبرت: أن رسول الله aجاءها حين أمره الله أن يخير أزواجه، فبدأ بي رسول الله a، فقال: (إني ذاكر لك أمرا، فلا عليك أن لا تستعجلي حتى تستأمري أبويك)، وقد علم أن أبوي لم يكونا يأمراني بفراقه. قالت: ثم قال: (وإن الله قال: ﴿ يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ﴾ إلى تمام الآيتين، فقلت له: ففي أي هذا أستأمر أبوي؟ فإني أريد الله ورسوله والدار الآخرة)[1]

نعم هذا موقف طيب، وأصحاب السنة المذهبية يذكرونه بفخر، ولكنهم يغفلون في غمرة فخرهم واستعلائهم أن خديجة لم يخطر على بالها أصلا أن تطالب رسول الله a بمثل هذا أو غيره.. بل كانت غنية، ومع ذلك ضحت بمالها كله في سبيل رسول الله a.. ولم تشتك أي شكوى.. بل بذلت ذلك برضا وطمأنينة وسعادة.

لكن السنة المذهبية للأسف نسفت كل فضلها الذي وردت به الأحاديث الكثيرة، وراحت تهون من شأنها بطرق مختلفة.

منها طريقة التمييع أو ذكر الخلاف في مسألة التفاضل بينها وبين عائشة، فقد قال


[1] صحيح البخاري برقم (4785)

نام کتاب : ولا تفرقوا نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 101
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست