محاصرة في الشعب.. في نفس الوقت الذي
يذكر القرآن الكريم والسنة الصحيحة أن نساء النبي a ـ وعائشة من بينهن ـ اشتكين حياة الشظف
التي يعشنها مع رسول الله a إلى
الدرجة التي نزل القرآن الكريم يخيرن فيها بين صحبة رسول الله a والصبر على حياته أو أن يملكن أمرهن
بالافتراق عن رسول الله a.
وقد أورد البخاري في سبب نزولها أن عائشة
أخبرت: أن رسول الله aجاءها
حين أمره الله أن يخير أزواجه، فبدأ بي رسول الله a، فقال: (إني ذاكر لك أمرا، فلا عليك أن
لا تستعجلي حتى تستأمري أبويك)، وقد علم أن أبوي لم يكونا يأمراني بفراقه. قالت:
ثم قال: (وإن الله قال: ﴿ يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ﴾
إلى تمام الآيتين، فقلت له: ففي أي هذا أستأمر أبوي؟ فإني أريد الله ورسوله والدار
الآخرة)[1]
نعم هذا موقف طيب، وأصحاب السنة المذهبية
يذكرونه بفخر، ولكنهم يغفلون في غمرة فخرهم واستعلائهم أن خديجة لم يخطر على بالها
أصلا أن تطالب رسول الله a بمثل
هذا أو غيره.. بل كانت غنية، ومع ذلك ضحت بمالها كله في سبيل رسول الله a.. ولم تشتك أي شكوى.. بل بذلت ذلك برضا
وطمأنينة وسعادة.
لكن السنة المذهبية للأسف نسفت كل فضلها
الذي وردت به الأحاديث الكثيرة، وراحت تهون من شأنها بطرق مختلفة.
منها طريقة التمييع أو ذكر الخلاف في
مسألة التفاضل بينها وبين عائشة، فقد قال