قال: وكيف يتفاداه وقد رسم في جيناته؟
قلت: لكل مرض سببان: أصلي، وهو ما رسم في جيناته من حروف العلة، واستفزازي، وهو ما يوفر للمرض دواعي الظهور.
قال: وهل يمكن أن يحلم حامل المرض الوراثي أن لا يظهر عليه المرض المسطر في جيناته؟
قلت: أجل.. إذا عرف كيف يترك علته في طور الكمون بأن لا يوفر لها دواعي الظهور.
قال: فقد فهمت إذن سر إخباره a عن إمكانية تعرض الأمة للفتن فيما بينها.
قلت: لم أفهم.. لقد كنا نتحدث عن جسد الأفراد، لا عن جسد الأمة.
قال: خالق الجسدين واحد.. وقد أخبر (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) أن المؤمنين كالجسد.. فاعبر من جسد الفرد إلى جسد الأمة.
قلت: لا طاقة لي بالعبور.
قال: لقد أخبر (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) أن هذه الأمة تحمل جينات قد تسبب تفرقها واختلافها.. وهو ما قد يجر إلى أن يكوون بأسها بينها شديدا.
قلت: وهذا هو المقدور.
قال: لم يكن (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) في هذا الحديث ينبئنا عن المقدور فقط، بل كان ينبئنا عما يجب أن نفعله لنتفادى هذا الذي سطر في جينات الأمة.
قلت: كيف نتفاداه وهو مقدور؟
قال: كما يتفادى العليل علله الوراثية بأصناف التحصينات التي تمنع استفزاز علله.
قلت: فالنبي (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) كان ينصحنا إذن.