قلت: ولكن
الذي قال هذا هو الذي أخبر بما أخبر به من فرقة الأمة.
قال: أخبرنا
بذلك لنحذر ونهيئ أنفسنا لمواجهة أخطار الفرقة التي يمكن أن نتعرض لها.. ولم
يخبرنا بذلك لنبرر لأنفسنا ما نقع فيه من اختلاف وفرقة.. فالرسول (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) لا
ينشر فينا الإحباط، بل ينشر فينا الحذر.
قلت: وما
جدوى الحذر؟
قال: سأضرب
لك مثالا يبين جدواه.. وتفهم من خلاله النصوص كما يجب أن يفهمها المؤمن السامع من
الله.. أتعرف الصبغيات التي تتشكل من أنواعها خريطة الإنسان المكانية والزمانية؟
قلت: أجل..
وقد أصبت في ربط الصبغيات بالزمان.. فللجسم ساعة بيولوجية تجعله يتغير بتغير
الدقائق والثواني.
قال:
فالصبغيات إذن عبارة عن حروف لأقدار مكتوبة لا بد أن تصيب صاحبها لا محالة.
قلت: أصبت
وأخطأت.. أصبت في كونها حروفا لأقدار مكتوبة، وأخطأت في إصابتها لصاحبها لا
محالة.. فقد توصل العلم الحديث إلى إمكانية الابتعاد عن تلك الحروف التي تحمل
أقدارا تجلب لنا بعض الضرر.
قال: وضح لي
مرادك.
قلت: قد يعرف
الأطباء المختصون أن فردا من الناس يحمل جينا مسؤولا عن مرض معين.. فينصحونه
بمحاولة تفاديه.