نام کتاب : الطائفيون والحكماء السبعة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 30
رَاجِعُونَ﴾ (المؤمنون:60)
قال الرجل:
بلى.. وقد سئل رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم)، عن تفسيرها، وهل هي في الذي يسرق ويزني
ويشرب الخمر، وهو يخاف الله عز وجل؟ فقال (صلیاللهعلیهوآلهوسلم):(لا،
ولكنه الذي يصلي ويصوم ويتصدق، وهو يخاف الله عز وجل)[1]
قال الحكيم:
فهذا يدل على ذلك ويؤكده.. بل ورد هذا النص القرآني في سياق يبين الحال التي يكون
عليها المؤمن من الخشية والعبودية والتواضع، فالله تعالى يصف عباده المؤمنين
بالخشية المؤدية للتواضع قبل وصفهم بالإيمان، فيقول:﴿ إِنَّ الَّذِينَ
هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآياتِ رَبِّهِمْ
يُؤْمِنُونَ﴾ (المؤمنون:56 ـ 57)، أي هم مع إحسانهم وإيمانهم
وعملهم الصالح، مشفقون من الله خائفون منه، وجلون من مكره بهم.
قال الرجل:
بورك فيك.. وقد ذكرتني بقول الحسن البصري:(إن المؤمن جمع إحسانا وشفقة، وإن
المنافق جمع إساءة وأمنًا)
قال الحكيم:
فقارن بين هذا وبين من يستعلي بإيمانه، ويتسلط به، ويقاضي الخلق على أساسه، ثم لا
يرضى إلا أن يرميهم بالكفر أو البدعة أو الزندقة.
نهض رجل آخر،
وقال: نحن نسلم بهذا.. وهذا قد يصح مع الأعمال لا مع أصل الإيمان.. أرأيت لو أنك
أخبرت عن نفسك بأنك رأيت شيئا قد رأيته حقيقة.. أليس ذلك شيئا طبيعيا لا حرج عليك
في ذكره: ولا تعتبر بأنك زكيت نفسك بذلك؟
قال الحكيم:
ولكن الإيمان أخطر من ذلك بكثير.. إن الإيمان غيب.. وهو إيمان بالغيب.. بخلاف ما
ذكرت من الشهادة..