responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الطائفيون والحكماء السبعة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 29

 

قال الرجل: بلى.. فالله تعالى يقول:﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ﴾ (البقرة:8)، ويقول عن بعض الأعراب:﴿ قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْأِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ﴾ (الحجرات: 14)، ويقول عن غيرهم من المنافقين وأهل الكتاب:﴿ يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ﴾ (المائدة: 41)، ويقول:﴿ وَإِذَا جَاءُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَقَدْ دَخَلُوا بِالْكُفْرِ وَهُمْ قَدْ خَرَجُوا بِهِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا يَكْتُمُونَ﴾ (المائدة:61)

قال الحكيم: ولهذا وقف الصالحون العارفون بالله مع هذه النصوص، فراحوا يتهمون أنفسهم وقصورهم..

ثم التفت للرجل، وقال: أجبني.. هل يمكن أن تصف نفسك بأنك من الخاشعين أو المقربين أو الصديقين؟

قال الرجل: لا.. وأنا عند نفسي أقل من ذلك بكثير.. ثم إني سمعت الله تعالى وهو ينهانا أن نزكي أنفسنا، فيقول:﴿ فَلا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى﴾ (النجم: 32)، ويقول:﴿ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ بَلِ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيلاً﴾ (النساء:49)

قال الحكيم: ومثل ذلك الإيمان.. بل الإيمان هو الأساس لكل أوصاف الكمال.. فلا يكون الشخص مقربا ولا صديقا ولا خاشعا بدون إيمان.. ولهذا خشي الصالحون أن يدعوا ما هم مقصرون فيه.

قال الرجل: ولكن الشك محرم.

قال الحكيم: شك الصالحين ليس شكا في إيمانهم، وإنما هو شك في قبول ذلك منهم، ألم تسمع قوله تعالى:﴿ وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ

نام کتاب : الطائفيون والحكماء السبعة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 29
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست