بل فوق ذلك
يصفهم بخلاف ما ذكرت من الإعلان بالإيمان والفخر به، فالله تعالى يقول عن المؤمنين:﴿ وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ
تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ
يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ﴾ (المائدة:83)، ويقول:﴿ وَإِذْ أَوْحَيْتُ
إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي قَالُوا آمَنَّا وَاشْهَدْ
بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ﴾ (المائدة:111)، ويقول:﴿ إِنَّهُ
كَانَ فَرِيقٌ مِنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا
وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ﴾ (المؤمنون:109)، ويقول:﴿ وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ قَالُوا
آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ
مُسْلِمِينَ﴾ (القصص:53)، ويقول على لسان الجن:﴿ وَأَنَّا
لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَى آمَنَّا بِهِ فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلا يَخَافُ
بَخْساً وَلا رَهَقاً﴾ (الجـن:13)
قال الحكيم:
صدق الله العظيم.. ولا يصح إيمان بلا جزم ويقين وثبات.. وأنا لا أتحدث عن هذا،
إنما أتحدث عما يتنافى مع العبودية من ادعاء الإيمان.. ففرق بين الإيمان وادعاء
الإيمان.. ألم تسمع الله تعالى ينفي الإيمان عن أقوام كثيرين ادعوه؟
نام کتاب : الطائفيون والحكماء السبعة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 28