نام کتاب : الطائفيون والحكماء السبعة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 32
قال الرجل:
وهل ترانا نصنف الناس بغير ذلك؟
قال الحكيم:
أجل.. أنتم تصنفون المؤمنين بحسب مواقفهم من بعض فروع العقائد.. فترفعون الفاسق
غليظ القلب الذي يعتقد ما تعتقدونه إلى أعلى درجات الإيمان.. بل وتفضلونه على
الصائم القائم الخاشع القانت إذا كان يخالفكم في تلك الفروع التي قسمتم الخلق على
أساسها.
قال الرجل:
ولكن البدعة أخطر من الفسق.. ألم تسمع قول ابن تيمية يحكي حكاية حصلت له مع بعض
المبتدعة، فقال:(كان قد قال بعضهم: نحن نتوب الناس، فقلت: مماذا تتوبونهم؟ قال: من
قطع الطريق والسرقة ونحو ذلك، فقلت: حالهم قبل تتويبكم خير من حالهم بعد تتويبكم،
فإنهم كانوا فساقاً يعتقدون تحريم ما هم عليه ويرجون رحمة الله ويتوبون إليه أو
ينوون التوبة، فجعلتموهم بتتويبكم ضالين مشركين خارجين عن شريعة الإسلام، يحبون ما
يبغضه الله ويبغضون ما يحبه الله، ونثبت أن هذه البدع التي هم وغيرهم عليها شر من
المعاصي)[1]
قال الحكيم:
كلا من البدعة والفسوق انحراف عن الطريق الصحيح الذي يقتضيه الإيمان.. ولكن هناك فرقا
بينهما لم تلاحظوه.
قال الرجل:
وما هو؟
قال الحكيم:
إن الفسق لا شك فيه من ناحية تحريم الشرع له، وتأثيره على الذات والمجتمع.. ولكن
البدعة محل شك.. لأن كل فرقة تعتقد بدعية من خالفها.. وهي تتوهم أفضليتها بحسب
ذلك.
بل ليس الأمر
قاصرا على ذلك، فبعضهم يرمي بالبدعة أبسط التصرفات مع أن