نام کتاب : الطائفيون والحكماء السبعة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 33
الشرع وسع
فيها.. وستسمعون من إخواني من الحكماء من يوضح لكم هذا.
نهض رجل آخر،
وقال: فنحن بحمد الله قد جمعنا من أوصاف المؤمنين ما ورد في النصوص.. ونحن لا
نتحدث عن ذلك تزكية.. وإنما تحدثا بنعمة الله.. ألم تسمع قوله تعالى:﴿ وَأَمَّا
بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ﴾ (الضحى:11)
قال الحكيم:
فرق بين أن تتحدث بنعمة الله عليك، وبين أن تتباهى بها، وتلعن مخالفيك لأجلها.. ثم
من يضمن لك بأن هذه النعمة ستسمر لك.. أين الأمن من مكر الله؟
قال الرجل:
وأين حسن الظن بالله؟
قال الحكيم:
حسن الظن بالله يدعوك للتواضع لله ولعباد الله، فلا تحكم على أحدهم بالشقاء ما
دامت فيه عين تطرف، فقد يتوب الله عليه في أي لحظة، ولا تحكم لنفسك بالسعادة، فقد
يأتيك الشقاء من حيث لا تعلم.. ألم تسمع الصالحين، وهم يتخوفون من سوء الخاتمة؟
قال الرجل:
بلى.. وقد كان أبو الدرداء يحلف بالله ما من أحد يأمن أن يسلب إيمانه إلا سلبه..
وقد قال بعض العارفين:(لو عرضت علي الشهادة عند باب الدار والموت على التوحيد عند
باب الحجرة لاخترت الموت على التوحيد عند باب الحجرة لأني لا أدري ما يعرض لقلبي
من التغيير عن التوحيد إلى باب الدار؟)
قال الحكيم:
أتدري ما مثل ذلك؟
قال الرجل:
ما مثله؟
قال الحكيم:
مثله مثل رجل صائم.. فإن صومه متعلق باستمراره على صومه إلى أن تغرب الشمس، فلو لم
يبق بينه وبين المغرب غير لقمة واحدة، فأكلها بطل صومه جميعا.
نام کتاب : الطائفيون والحكماء السبعة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 33