نام کتاب : الطائفيون والحكماء السبعة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 35
ثانيا ـ الإسلام
قام الحكيم
الثاني بين الصفين، وقال: لقد حدثكم صاحبي عن العبودية، وأنا سأحدثكم عن الإسلام..
فالإسلام هو الطريق إلى الوحدة.. ولن تتوحدوا إلا إذا استشعرتم الإسلام، وغلبتموه
على كل المشاعر.
قال بعضهم:
كيف تقول ذلك.. ونحن مع كوننا مسلمين، لم يصرفنا ذلك عن قتال بعضنا بعضا.. فكيف
يكون الإسلام أصلا من أصول الوحدة؟
قال الحكيم: أجيبوني
.. ما التسمية التي ارتضاها الله لكم، وخصكم بها من دون سائر الملل والنحل؟
نهض أحدهم،
فقال: لا شك أنها الإسلام، فالله تعالى يقول:﴿ مِلَّةَ أَبِيكُمْ
إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ﴾ (الحج: 78)
قال الحكيم:
وهل هذا الاسم الذي ارتضاه الله لكم اسم شريف يستحق أن يفخر به صاحبه المتصف به،
أم أنه اسم ينفر منه، وتحن نفسه لأن ينادى بغيره.
قال الرجل:
اتق الله يا رجل.. لقد حسبناك حكيما.. كيف تقول هذا؟.. والله لولا أنكم ناشدتمونا
الله لفصلت رأسك عن جسدك.
قال الحكيم:
ولم؟
قال الرجل:
لأن سؤالك يحمل تحقيرا لاسم الإسلام العظيم الذي ارتضاه الله لنا.
قال الحكيم:
بورك فيك، وفي إخلاصك وصدقك.. وأنا والله لا أود لرأس يحمل أي احتقار للإسلام أن
يبقى على جسدي.. ولكني أسألك: هل هناك من بين الملل من رغبوا عن تسمية الله لهم
بالمسلمين، فسموا أنفسهم بما ارتضته لهم أهواؤهم؟
نام کتاب : الطائفيون والحكماء السبعة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 35