الرجل، وبعد
أيام عاد إليَّ وهو يقول: إن ما ذكرته من كونهم لا يعترفون بعلوِّ الله واستوائه
على عرشه صحيح. فقلت له: وكيف عرفت ذلك؟ قال: ذهبت إلى رئيس الجماعة سعيد أحمد
الذي كان يثق بي تمام الثقة؛ لأني من تلاميذه ومريديه، فقلت له: إني لست في شك من
عقيدتنا، وهي أن الله في كل مكان، وليس هو في السماء، ولكن؛ بماذا نردُّ على الذين
يقولون: إن الله في السماء. فقال: اتركهم واثبت على عقيدتك؛ فهي الحق)[1]
صاح الشيخ:
الله أكبر.. الله أكبر.. فقد صدق إذا حكمنا عليهم بالكفر.. فلا يقول هذا إلا
الكفرة.. وقد قال العلامة ابن القيم في الكافية الشافية:
ولقد تقلد كفرهم خمسون في
عشر من العلماء في البلدان
واللالكائي الإمام حكاه عن
هم بل حكاه قبله الطبراني
يعني: أن خمس
مئة من العلماء صرَّحوا بتكفير الجهمية.
وقد ذكر عبد
الله بن الإِمام أحمد في كتاب السنة كثيراً من أقوال العلماء في تكفيرهم، وذكرها
غيره من الأئمة الذين صنَّفوا في السنة والردِّ على الجهميَّة.
قال ذلك، ثم
راح يصيح بأعلى صوته: (ليعتبر المسارعون إلى الانضمام إلى جماعة التبليغ بما ذُكر
عن رئيس جماعتهم في المملكة العربية السعودية أنه يعتقد أن الله في كل مكان وليس
هو في السماء! وهذا كفر صريح؛ لمناقضته للأدلة الكثيرة من الكتاب والسنة وإجماع
المسلمين على أن الله تعالى مستوٍ على عرشه، فوق جميع المخلوقات، وأنه مع الخلق
بعلمه واطلاعه وإحاطته.. فليحذر المؤمن الناصح لنفسه من الانضمام إلى التبليغيين
الذين ينكرون علوَّ الله على خلقه، ويزعمون أنه في كل مكان، تعالى الله
[1]
هذه القصة من كتاب: القول البليغ في التحذير من جماعة التبليغ، ص42، وهو مملوء
بأمثال هذه القصص التي بنى عليها التويجري تكفيره لجماعة التبليغ.