أخذ التلاميذ
ينظر بعضهم إلى بعض معجبين ببطولة الشيخ، وقال أحدهم مخاطبا زملاءه: هل رأيتم علما
بطلا وشجاعا ومقداما مثل شيخنا الجليل.. هو يعلم أن هذا المسجد لا يخلو من هذه
الجماعة، ومع ذلك راح بكل جرأة يواجههم ويذكر حقيقتهم باذلا نفسه في سبيل الله.
كبر الجميع،
وراحوا يدعون للشيخ بأن يجعله ناصرا للسنة، قامعا للبدعة، وأن يدخله الفردوس
الأعلى بصحبة ابن تيمية وابن عبد الوهاب وابن بطة والبربهاري وغيرهم من أعمدة
وأقطاب وأوتاد وأغواث الإسلام.
بعد أن عاد
الهدوء للحلقة رفع بعض التلاميذ يده مستأذنا الشيخ، فأذن له، فقال: بمناسبة حديثكم
عن جماعة التبليغ، سأذكر لكم قصة ذكرها لي رجل من طلبة العلم في (المدينة المنورة خرج
مع التبليغيِّين إلى الحناكية، وأميرهم أحد رؤساء جماعة التبليغ، وفي أثناء الليل
رأى طالب العلم أحد الجماعة من الهنود يهتزُّ ويقول: هُو! هُو! هُو! فأمسكه، فترك
الحركة وسكت، وفي الصباح أخبر طالب العلم أمير الجماعة بما فعله الهندي التبليغي -
ظانّاً أن الأمير سينكر على الهندي - فأنكر الأمير على طالب العلم إنكاره على
الهندي! وقال له بغضب شديد: أنت صِرْتَ وهابيّاً! والله؛ لو كان لي من الأمر شيء؛
لأحرقت كتب ابن تيمية وابن القيم وابن عبد الوهاب، ولم أترك على وجه الأرض منها
شيئاً! ففارقهم طالب العلم حين سمع هذا الكلام السيئ من أميرهم؛ لأنه عرف عداوتهم
لأئمة العلم والهدى من أهل التوحيد والدعوة إليه وإلى إخلاص العبادة لله وحده،
والنهي عن الشرك والبدع والخرافات وأنواع الضلالات والمنكرات
[1]
القول البليغ في التحذير من جماعة التبليغ، ص42.