الاختيار
يقتضي نفي الألوهية عن الله تعالى ست مئة مرة، وذلك صريح الكفر، ولوأن ذلك وقع من
أحد مرة واحدة؛ لكان كفرَا صريحَا؛ فكيف بمن يفعل ذلك ست مئة مرة في مجلس واحد؟!)[1]
بقي الشيخ
وتلاميذه يتحدثون في جماعة التبليغ مدة من الزمن إلى أن ضاقت نفسي، والتجأت إلى
مجلس آخر، فوجدتهم مجتمعون على أكل الصوفية.. فهربت إلى مجلس آخر، فوجدتهم منهمكون
في تشريح الشيعة وبعض الحركات الإسلامية.. فهربت إلى مجلس آخر، فوجدتهم منهمكون في
أكل لحم بعضهم بعضا..
وهكذا ظللت
وقتا طويلا أشم تلك الروائح المنتنة، وأستمع إلى تلك الأحاديث الممتلئة بكل ما نهى
الله عنه من الغيبة والنميمة والتجسس والتحسس..
وقد أصابتني
حينها بعض الحمية، فرحت إلى هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأخبرتهم بما
رأيت.. وقلت لهم: إن أول من يحتاج منكم إلى تأديب ونهر وطرد هم أولئك المشايخ الجالسون
في المسجد، هم وتلاميذهم إنهم لا يراعون قوله تعالى:﴿ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا
كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا
يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ
مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ (12)﴾
(الحجرات)، ولا قوله a: (من أكل لحم أخيه
في الدّنيا قرّب له يوم القيامة فيقال له كله ميتا كما أكلته حيّا فيأكله ويكلح
ويصيح)[2]، ولا قوله: (يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان
في قلبه، لا تغتابوا المسلمين، ولا تتبّعوا عوراتهم، فإنّه من اتّبع عوراتهم يتّبع
اللّه عورته، ومن يتّبع اللّه عورته يفضحه في بيته)[3]