أسجل فيه
حرفا واحدا.. لأني لم أجد كلمة واحدة من بنات فكره يمكنني أن أقوّله إياها، فهو
يبدأ كلامه بالمنقول، وينتهي بالمنقول.. ولا حظ بينهما للمعقول.
لعلكم لم
تصدقوني.. أو لعلكم تريدون نماذج عن ذلك.. لا بأس.. سأنقل لكم مشهدا يختصر وصفي،
وهو عن حصة خصصها العقل العجيب لأسئلة النساء، وقد قدم لها بقوله: هذه الحصة مخصصة
لأسئلة النساء استنانا فيها بما ورد في الحديث الذي حدث به أبو صالح السمان -
واسمه ذكوان - عن أبي سعيد قال: قال النساء للنبي a:
(غلبنا عليك الرجال، فاجعل لنا يوما من نفسك)، فوعدهن يوما لقيهن فيه، فوعظهن
وأمرهن.. وفي رواية مسدد عن أبي عوانة قال: جاءت امرأة إلى رسول الله، فقالت: يا
رسول الله، ذهب الرجال بحديثك، فاجعل لنا من نفسك يوما نأتي فيه تعلمنا مما علمك
الله، فقال: ( اجتمعن في يوم كذا وكذا، في مكان كذا وكذا)، فاجتمعن، فأتاهن رسول
الله a فعلمهن
مما علمه الله.. وقال البخاري: قال شريك عن ابن الأصبهاني قال: حدثني أبو صالح عن
أبي سعيد وأبي هريرة عن النبي a..)[1]
وهكذا أخذ
يسرد الكثير من الأسانيد والروايات المتقاربة للحديث.. وبعدها أخذ يتلقى الاتصالات..
والعجيب أنها كانت من مناطق مختلفة من العالم.. وكأن تأثيره عقله العجيب قد بلغ
أقاصي الأرض، ولم يكن قاصرا على البلد الذي يقيم فيه.
وكان أول
اتصال ورده من أمريكا، ومن امرأة أبدت – في
مقدمة كلامها - إعجابها الكبير به، ثم أخبرته أنها مقبلة على الزفاف، وأن العادة
هناك أن تلبس المرأة لباسا أبيض.. وأنها تريد أن تفصل لباسا محتشما بذلك اللون.
فأجاب مباشرة
- وكأنه يقلب صحفا أمامه - بقوله: لقد أفتى في ذلك العالم