responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عقول معطلة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 110

الجامعية مجموعة من الزملاء النجباء الذين أتيح لهم بسبب ذكائهم وفطنتهم وقدراتهم العجيبة على استلاب القلوب والعقول أن يصلوا إلى أعتاب بعض الأمراء والملوك والرؤساء..

ولا أزال أذكر أهلي وهم يلومون كل حين بلادتي، وكسلي، ويقارنونني بزملائي الذين رفعتهم الأيام وخفضتني، وقدمتهم وأخرتني، وأعطتهم ومنعتني.

ويقولون لي: انظر إليهم.. وهم يسكنون القصور.. وأنت لا تزال تسكن بالإيجار.. وانظر إليهم وهم ينتقلون من بلد إلى بلد، ومن دولة إلى دولة تعقد لأجلهم المؤتمرات، وتقام لهم الحفلات، ويتوجون بكل أنواع التكريمات.. وأنت لا تزال رهين بيتك، وحبيس جدران غرفتك لا يعرفك أحد حتى جارك الأدنى.

وعندما أعد نقودي عند قبض مرتبي آخر الشهر فرحا بنعمة الله علي، يقولون لي، ووجوههم مكفهرة عابسة مقمطرة: لو جمعت جميع مرتباتك من أول حياتك إلى آخرها، وزدت عليها أضعافا مضاعفة، فلن تصل إلى ما يتقاضاه في يوم واحد أولئك الزملاء الذين فرطت في صحبتهم وصداقتهم والاقتداء بهم.

وهكذا ظل أولئك الزملاء ظلا ثقيلا على روحي.. ولا أكتمكم أني كنت أشعر ببعض الحسد لهم.. وعلى ما أوتوا.. ولكني بعد أن عاينت الحقيقة، ورأيت ما حصل لهم من أنواع الانتكاسات حمدت الله على نعمه.. وذهبت إلى شيخي الذي نصحهم كما نصحني أقبل رأسه، بل أقبل قدميه، لأنه أنقذ ديني الذي هو رأس مالي من أن يصبح لعبة بين أيدي الملوك والأمراء.

في ذلك اليوم الذي افترقنا فيه ذهبنا إلى ذلك الشيخ الصالح الذي تعود الطلبة أن يزوروه في نهاية تكوينهم ليدعو لهم، وينصحهم.. فقد آتاه الله ـ كما يذكر الكثير ـ من أنوار الإيمان والفراسة ما يستطيع به أن يكشف الكثير من الحقائق المستقبلية المغيبة..

نام کتاب : عقول معطلة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 110
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست