وقد ذهبت
إليه، وأنا لا أصدق تلك الإشاعات التي تبث حوله.. ولكني بعد فترة طويلة من عمري،
وبعد أن كشف المستقبل عن نفسه بنفسه، عرفت مصداق كل كلمة قالها.
عندما دخلنا
عليه، ابتسم لي ابتسامة عذبة دون أصحابي، وأخذ يرحب بي دونهم.. ثم طلب مني أن
أجلس، وهو يقول: لا تقلق.. فالرزق بيده.. لا بأيديهم.. وقد يعطيك من حيث تظن أنه
يمنعك.. ويمنعك من حيث تظن أنه يعطيك.
ثم التفت
لزملائي الذين جلسوا قبل أن يأذن لهم، وقال: من منكم يروي حديث رسول الله a في التحذير من صحبة العلماء للأمراء.
قال أحدهم:
أنا أروي في ذلك قوله a: (يكون في آخر
الزمان علماء يرغبون الناس في الآخرة ولا يرغبون، ويزهدون الناس في الدنيا ولا
يزهدون، وينهون عن غشيان الأمراء ولا ينتهون)[1]
قال آخر:
وأنا أروي في ذلك قوله a: (إن الله يحب
الأمراء إذا خالطوا العلماء، ويمقت العلماء إذا خالطوا الأمراء؛ لأن العلماء إذا
خالطوا الأمراء رغبوا في الدنيا، والأمراء إذا خالطوا العلماء رغبوا في الآخرة)[2]
قال آخر:
وأنا أروي في ذلك قوله a: (لا تزال هذه
الأمة تحت يد الله وكنفه، ما لم يماري قراؤها أمراءها)[3]
قال آخر:
وأنا أروي في ذلك قوله a: (من بدا فقد جفا،
ومن اتبع الصيد غفل،