وعلمت من
مصادر أخرى أن بعض أولئك الزملاء الذين تلطخوا بصحبة الأمراء تحول من عز العلم
ورفعته وشرفه إلى ذل الخدمة والعبودية، حيث أصبح كلبا وديعا يسير مع الأمير حيث
سار، لا لشيء إلا ليظهر الأمير بمظهر المتدين المحترم..
وعلمت أن
بعضهم أصبح سمسارا لدى الأمير.. يتوسط له في كل مصلحة، ويستعين به على كل ما لا
يقدر اللصوص والمختلسون على تنفيذه.
وهكذا كانت
أخبارهم تصلني فأتألم لها، وأفرح.. أتألم لما أصابهم.. وأفرح لأن الله نجاني من
الوقوع في شباك الأمراء..
وقد صرت
لكثرة ما يصلني من أخبارهم وشناعتهم أستقبل مرتبي، وأعد نقودي، ثم أقبلها، وأسجد
سجود الشكر على نعمته علي بها.. وإذا ما جاءني المستأجر الذي أستأجر بيته طالبا
الأجرة أعطيه إياها، وأضيف له زيادة لأن الله أنقذني ببيته الذي أستأجره من أن
أسجن في قصور الأمراء، أو أصبح كلبا وديعا من كلابهم.