يشجعونه على
قتل أطفال الشيعة ورجالهم ونسائهم.. تحول في طرفة عين إلى عدود لدود، بل عدو
الإسلام الأكبر.. وصدرت الفتاوى الكثيرة في تكفيره.. وكان الذين كفروه هم أنفسهم
الذين قدسوه.
ولم يكتفوا بذلك..
بل أصدروا الفتاوى في وجوب بقاء القواعد الصليبية في الجزيرة العربية.. لأنه لا
يحمي الأمراء إلا الصليبيون..
ولم يكتف
الأمراء من العلماء بذلك.. بل راحوا يطلبون منهم ـ بعد أن تمرد المجاهدون الذين
صنعوهم بأيديهم ـ إلى إصدار الفتاوى بكفرهم، واعتبارهم من الخوارج كلاب النار..
وهكذا أصبح الجهاد ضد أمريكا التي غزت أفغانستان خروجا وكفرا، في الوقت الذي كان
فيه الجهاد ضد روسيا إيمانا وإسلاما.
ولم يكتف
الأمراء بذلك، بل راحوا يحولون من العلماء قيادات شعبية، للقيام بتنفيذ المخططات
العالمية للفوضى الخلاقة والحرب الناعمة.. فصار العلماء يرفعون شعارات إسقاط
النظام.. ويتوسلون لأمريكا وللناتو لضرب الشبيحة والفلول والبلطجية.. ليستطيع
الشعب المستضعف أن يسقط النظام، ويحل بدله الفوضى.
وهكذا تمكن
العلماء من تقسيم المجتمعات وإحلال الأحقاد بينها.. وعندما ثار الصراع، لم ينهضوا
للدعوة للسلام، وإنما راحوا ينفذون مطالب الأمراء في الوقوف مع الفئة التي ترضيهم
وترضي سادتهم من الصليبيين والصهاينة.
وهكذا ظل
الأمراء يسوقون زملائي من العلماء إلى كل سرداب من سراديب الغواية، وكل حفرة من
حفر الهوى، وكل مشنقة من مشانق المروءة والإنسانية.
وقد علمت من
بعض المصادر الموثوقة أن من زملائي العلماء من أوقعه بعض الأمراء في فضائح مالية
وأخلاقية.. وسجلها.. وصورها بدقة.. وكان يستدعيه كل حين ليفتي له بما يشاء وعلى
الملأ، وإلا ينشر ما سجله وصوره على جميع وسائل الإعلام..