لكني فوجئت بموقف
الشيخ من البحث.. فبمجرد أن نظر فيه، واطلع على كل تلك الأدلة التي ذكرتها.. وأن
موقف الشيعة من القرآن الكريم موقف طيب.. وأن بدعهم ربما ترتبط بغيره، لا به.. نظر
إلي بغضب وقال: أبهذه السرعة ترمي سلاحك.. وتولي الزحف، وتنضم إلى الأعداء؟
فقلت له: لم
أفهم..
قال: ما هذا
البحث الذي قدمته؟
قلت: لقد
بذلت كل جهدي فيه.. واطلعت على كتبهم وتفاسيرهم.. بل زرت بلادهم، ورحت إلى المصاحف
الموجودة في مساجدهم وحسينياتهم، فلم أجد إلا مثل مصاحفنا، بل إني رأيتهم يسمعون
نفس القراء الذين نسمعهم.. ويعقدون مجالس القراءة، فلا يقرؤون إلا ما نقرأ.
قال: ألم
تسمع عند بحثك بكتاب (فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب)؟
قلت: بلى..
سمعت به.. لكني وجدتهم جميعا مطبقون على أن هذا الرجل ليس من المعتبرين عندهم..
ووجدتهم ينكرون كل تلك الأخبار والأحاديث التي رواها.. ووجدت أنني إن استدللت بما ذكر
من أحاديث، فإنهم يمكنهم أن يستدلوا بما في كتبنا الصحيحة من الأحاديث، والتي
نسميها [المنسوخ تلاوة]
نظر إلي
بغضب، وقال: ائتوني بعود ثقاب.. فهذا البحث لا ينبغي أن يخرج من هنا..
أخذ عود
الثقاب، فأشعله في البحث.. وأشعل معه كل ذلك الجهد الذي بذلته..
وبعد أن لم
يبق من البحث إلا الرماد، قال لي الشيخ: أنت ببحثك هذا خرجت من السنة والسلفية..
فإن شئت أن تعود إليهما.. فاكتب كتابا يناقض هذا.