قال: اجعل
كتاب (فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب) مثل صحيح البخاري عندنا.. واجعل
صاحبه أكبر علمائهم.. واعتبر قولهم بالتحريف إجماعا.. واجمع لذلك ما شئت من
الأقوال والروايات..
قلت: لكني قد
أكذب بذلك.
قال: ومن ذكر
لك أن الكذب في هذا المجال حرام.. ألم تعلم أننا في حرب.. وأن الحرب خدعة.. ألم
تقرأ تلك الأحاديث التي تجوز الكذب؟
بقي الشيخ
مدة من الزمن يقنعني بذلك إلى أن كتبت ما طلب مني، واستعملت كل أنواع الكذب والدجل
والاحتيال لأثبت قول الشيعة بتحريف القرآن الكريم.
وعندما أتيته
به، ورآه فرح فرحا شديدا، وقال لي، وهو يهنئني: أنت الآن أسد من أسود السنة..
وسأضع تصديرا لكتابك.. وسينشر منه ملايين النسخ.. وسيوزع مجانا لكل العالم..
ليملتئوا حقدا على أولئك الروافض الأنجاس.. فلا يمكن أن نحفظ المسلمين من شرهم،
وهم لا يحقدون عليهم.
وحصل ما ذكره
لي، فقد أصبح اسمي بعدها مشهورا.. وصار كل الناس يرددون ما كتبت.. ويكفرون الشيعة
ويبيحون دماءهم على أساسه.
وليت الأمر اقتصر
على ذلك.. بل كانت القنوات تتزاحم على طلبي، وتعطيني مبالغ ضخمة.. وأنا كنت أذهب
إليها، وأردد ما لم أكن أؤمن به.. ولكن الإغراءات التي وقعت فيها، جعلتني مسلوب
الإرادة.. وكنت أطمئن نفسي كل حين بقراءة هذه المطوية الملعونة.
لم تقتصر جرائم
على الشيعة.. بل رحت باعتباري أسدا للسنة أكلف بمحاربة الصوفية.. فالصوفية كما
ذكروا لي هي بوابة التشيع.. ولذلك لا يمكن حربه إلا بحربها..