ومعلوم أن
اعتياد التكلم بغير العربية حتى يكون عادة أمر غير مشروع لأن يورث محبة أهل تلك
اللغة من الكفرة وهو مخالف لعقيدة الولاء والبراء من الكفار. قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (واعلم
أن اعتياد اللغة يؤثر في العقل والخلق والدين تأثيرًا قـويًا بينًا، ويـؤثر أيضاً في مشابهة صدر هذه الأمة من الصحابة
والتابعين، ومشابهتهم تزيد في العقل والدين والخلق).. والذي أراه أن الذي يعلم صبيّه اللغة الإنجليزية منذ
الصغر سوف يُحاسب عليه يوم القيامة؛ لأنه يؤدي إلى
محبة الطفل لهذه اللغة، ثم محبة من ينطق بها من الناس؛ هذا من أدخل أولاده منذ الصغر لتعلم اللغة الإنجليزية
أو غيرها من اللغات، فليتق الله من يريد جلب هذه اللغة إلى
أبناء المسلمين، والله الله أن يضيع من يعول، وليتذكر قوله k:
(ما من عبد يسترعيه الله
رعية يموت يوم يموت وهو غاشٌ لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة) رواه مسلم. اللهم هل بلغت؟ اللهم
فاشهد)[1]
وقياسا على
ما ذكره الشيخ من حرمة تعلم اللغة الإنجليزية، فإني أفتي بحرمة تعلم اللغة
الألمانية، لاستوائهما في العلة، فكلاهما يكتب بالحروف اللاتينية، التي هي حروف
صليبية في الأساس.. مرروا سؤالا آخر..
فاتصلت امرأة
من بلدة عربية لا أذكرها.. وسألته عن جواز استعمال بعض المساحيق في البيت، ولزوجها
لطلبه ذلك منها، فقال الشيخ مباشرة، ومن غير تفكير ولا تأمل، فقد كان عقله يملك
معالجا قويا، ويملك معه ذاكرة عجيبة.. لقد قال مجيبا لها: لقد أجاب عن سؤالك هذا العلامة
الجهبذ والمحدث الكبير، ناصر السنة، وقامع البدعة، فضيلة الشيخ محمد ناصر الدين بن
نوح نجاتي الألباني المولود عام 1332هـ في مدينة اشقودرة عاصمة ألبانيا آنذاك.. والفائز
بجائزة الملك فيصل العالمية لعام 1419هـ في
[1]
شرح زاد المستقنع – كتاب النكاح –
الشريط الثاني الوجه الثاني، وهو في الكتاب المطبوع مع بعض التغيير، انظر: الشرح
الممتع على زاد المستقنع (12/ 43)