والأسلوب
الثاني: نسبي يمثل ما نراه بأعيننا.. مثل الجبال، نراها ثابتة مع العلم أنها تتحرك
بمعدل عشرات المليمترات في السنة، كما قال تعالى: (وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا
جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ
شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ) [النمل: 88]
وهكذا، فإن
الله تعالى أخبرنا في تلك الآيات الكريمة عن رؤيتها للشمس.. وليس عن الحقيقة
المطلقة.. ولهذا عبر عن ذلك بقوله: ﴿وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ
تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ
الشِّمَالِ ﴾ [الكهف: 17]
لكن لم يكن
ليسمعني أحد.. فقد كانت العيون والأبصار كلها متوجهة إليه، متيمة به.
سكت العبقري
قليلا، ثم شرب قليلا من عصير الغريب الذي كان بجانبه، ثم قال: بعد أن اقنعتكم
بالدليل الأول.. هاكم الدليل الثاني.. لقد أخبرنا الله عز وجل بأنه ثبت الأرض
بالجبال، وأنها رواسى، وأنها أوتاد للأرض.. فهل يعقل أن يثبت الله الأرض بالجبال
ثم تتحرك بعد ذلك؟
كبر الحضور
من المسلمين.. وبهت الحضور من غيرهم..
طأطأ العبقري
رأسه، وقال: من باب الأمانة العلمية.. فإني أريد أن أذكر لكم بأني استفدت هذا
الدليل من كتاب سماحة الوالد الشيخ العلامة ابن باز المعنون بـ (الأدلة النقلية والحسية
على جريان الشمس وسكون الأرض وإمكان الصعود إلى الكواكب(،
والذي طبعته الجامعة الاسلامية بالمدينة المنورة سنة 1395 هجرية، فقد ورد في