قال: طبعا..
إذا لم يذكر الإمام ذلك.. فلن يصلي عليه إلا العامة من الناس.. أما أتباع السلف
وأعيان الناس وأهل العلم منهم، فيكره لهم الصلاة عليه.. ألم تسمع بأنه لما أدخلت
جنازة محمد بن علوي المالكي الصوفي للحرم في صلاة المغرب لتصلى عليه الجنازة رأى
الشيخ السديس زحمة الناس، فسأل عن السبب، فقالو له: هذه جنازة محمد علوي مالكي..
فرفض الشيخ الصلاة عليه.. وتركوا الجنازة الى صلاة العشاء.. وقتها كان الشيخ (...
) يصلي بهم العشاء، وكان عنده علم بصاحب الجنازة.. في البداية رفض الصلاة عليه..
وبعدها كثر اللغط من أتباع المالكي.. وقتها دخلت جنائز، فوافق الشيخ الصلاة على كل
الجنائز، ومن ضمنهم جنازة المالكي.
قلت: ولكن..
ألا ترى أن في هذا تشددا، فصلاة الجنازة عبادة، وهي حق لكل مسلم.. فكيف تأخذون
دينكم ـ معشر الحضر ـ في هذا من رجل إنما هو قارئ قرآن لا علاقة له بعلم ولا بفقه؟
قال: بل نأخذ
ديننا من سلفنا الأول.. فقد ترك سلفنا الصالح الصلاة على من هو دونه.. فقد رفض
سفيان الثوري الصلاة على بعض المبتدعة، وقال: (والله إني لأرى الصلاة على من هو
دونه عندي، ولكن أردت أن أري الناس أنه مات على بدعة)
قلت: لا بأس..
فلنفرض أني اقتنعت بما قلت.. فما هي العقيدة الصحيحة التي تمنحني تلك الصكوك،
وتضمن لي مصيري إلى الجنة؟
قال: ليس من
السهل أن تعرفها في مجلس أو مجلسين.. لأنها عقيدة مؤسسة على الدليل، وكل مسألة
منها مشفوعة بما يدل عليها من أقوال السلف..
قلت: فأخبرني
عن مجامعها.
أخرج لي من
جيبه كتابا صغيرا، ثم قال: سأختصر لك الأمر.. خذ هذا الكتاب، واحفظه عن ظهر قلب،
واعتقد بما فيه.. وإياك أن تشك في حرف منه، فإن مت عليه مت