responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عقول معطلة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 46

لم أجد إلا الصمت والاستسلام.

بعد أن انصرف عني، نظرت إلى الساعة قلقا مضطربا، فتقدم إلي أحدهم، وقال: أراك مضطربا قلقا.. هل حصل شيء؟

طمعت في أن يجعل الله فرجي على يديه، فقلت: أجل.. وددت لو أذن لي أن أخرج لأن لدي حاجة ضرورية..

وضع يده على عيني، وراح يفتحها، كما يفعل الأطباء، ثم راح يقول بصوت خافت: العلامات كلها متوفرة فيك.. فأنت مضطرب في المسجد.. وتريد الخروج منه.. وتتحيل لذلك بكل أنواع الحيل.. وهذه كلها علامات على أنك مسكون..

اندهشت من قوله هذا، وقلت: مسكون.. من طرف من؟

قال: من طرف الجن.. أنت الآن مسكون من طرف عفاريت كفرة.. كل الأدلة تدل على ذلك..

أخرج بطاقة صغيرة من جيبه، وقال: هذه بطاقتي.. وفيها أرقام هواتفي، وعيادتي، يمكنك أن تزورني في أي وقت تشاء.. لكن عجل حتى لا تتفاقم حالتك..

قال ذلك.. ثم انصرف عني.. فجاءني غليظ آخر، وجلس بجانبي، ثم أخذ يحدق في وجهي، فظننت أنه يعرفني.. أردت أن أسأله عن شأنه، فقال لي بكل برودة: ألا تستحيي من نفسك؟

تعجبت من هذا الصلف والوقاحة، لكني لم أشأ أن أدخل معه في صراع، فقلت له بكل هدوء: لم؟.. هل تراني فعلت شيئا؟

قال: ألا ترى الفرق بينك وبين جميع من في المسجد؟

قلت: معاذ الله أن أرى فرقا بيني وبين إخواني المؤمنين.. ما بالك يا رجل أنا مسلم موحد.. وأؤمن بأن المؤمنين جميعا إخوة.

نام کتاب : عقول معطلة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 46
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست