responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عقول معطلة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 47

قال: لا تخرج عن الموضوع.. أخبرني.. ألا ترى أنك تختلف جذريا عن هؤلاء الذين تزعم أنهم إخوانك؟

قلت: في أي شيء؟ فأنا لا أرى أي فرق بيني وبينهم.

أخرج مرآة من جيبه، وقال: انظر إلى وجهك، فلعل نسيته.

نظرت إلى وجهي في المرآة، ثم قلت: وجهي هو وجهي الذي أعرفه منذ سنوات.. لم يتغير.. فما الذي تراه أنت، ولا أراه أنا؟

أخذ المرآة بقوة، وأعادها إلى جيبه، وقال: ما أغباك وأشد غفلتك.. ألا ترى أن جميع أهل المسجد ملتحين إلا أنت؟

قلت: ألا ترى لحيتي.. نعم هي قصيرة.. ولكن مع ذلك يمكنك أن تعتبرها لحية.

مد يده إلى لحيتي، وأخذ يشدها بقوة، ويقول: هل تعتبر هذه الشعرات لحية.. قارن بين طولها وطول لحيتي.. أو بينها وبين لحى من تراه من المصلين.

كدت أنفجر من الغضب.. لكن الجبن حملني على أن أداريه قدر المستطاع، فقلت: شكرا جزيلا على النصيحة..

أخرج من جيبه مطوية، وقال: ما دمت قلت ذلك.. فاسمع لما أقرؤه عليك من فتاوى كبار العلماء في تحريم حلق اللحية أو تهذيبها..

قال ذلك، ثم أخذ يقرأ لي الفتاوى الكثيرة.. ويرددها علي بصوت مرتفع.. وهو في كل حين ينظر إلي، ويقول: هل اقتنعت.. ألا يكفيك هذا؟

وأنا أقول: بلى.. اكتفيت.. يكفيني هذا.

فيرد علي بصلافته ووقاحته: إن لم تكفك تلك الفتوى.. فاستمع لهذه..

وهكذا بقي يردد علي أمثال ذلك إلى أن قام قيم المسجد، وطلب من الناس الاصطفاف للصلاة، فتنفست الصعداء.. لكني لم أعلم المصائب التي كانت تنتظرني.

نام کتاب : عقول معطلة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 47
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست