كثيرة،
ويدعونا بعدها للاقتراب من محراب المسجد، للتسجيل في الدورة المرتبطة بأحكام
الترتيل.. فتذكرت بطاقتي.. ورحت أسرع إلى المحراب مع جمع من المصلين، بينهم
السائق.
وأمام
المحراب.. وقف الإمام، وراح يشكرنا لأننا تقدمنا لهذه الدورة، ثم راح يشرح لنا
أهمية أحكام الترتيل، وأنه لا يمكن قراءة القرآن الكريم ولا فهمه من دونها.. وراح
يطنب في ذلك، ثم وزع لنا مطوية فيها فتاوى العلماء المرتبطة بذلك.. وطلب منا أن
ندفع مبلغا رمزيا مقابلها..
وكنت كلما
رفعت يدي لأستأذن، وأخبره بالمريض الذي ينتظرني في الخارج، كان يقول: سأترك لكم
مجال الأسئلة بعد أن أنتهي.. فلا تستعجل.
بعد أن كدت
ألفظ آخر أنفاسي، سلم لنا البطاقات بعد أن سجل كل البيانات الموجودة فيها، وبعد أن
أرغمنا بكل الوسائل على الإمضاء على الحضور اليومي، وبعد أن استل منا بعض المال
الذي زعم أنه سيوزع للمسلمين الذين يتآمر العالم عليهم.
بعد أن أخذت
بطاقتي، وتنفست الصعداء، رحت أهرول فارا من المسجد، وكأنني فار من أسد هصور يريد
أن يلتهمني.
ركبت
السيارة، وركب السائق معي، والتفت إلى المريض، فوجدته يرتعش بشدة، وقد أخذت الحمى
منه كل مأخذ حتى أنه لم يستطع أن يتكلم.
طلبت من
السائق أن يسرع بنا.. فأسرع.. وما هي إلا فترة وجيزة حتى كنا بجانب المستشفى..
فطلبت من السائق أن يخبرني عن المبلغ الذي يستحقه.. فنظر في العداد، وقال: لقد
بقيت معك زهاء ساعتين.. وعليك أن تدفع لي حقهما..
قلت مستغربا:
لكن المسافة بين بيتي وبين المستشفى لا تتجاوز ربع ساعة.
قال: وهل
نسيت ذهابك إلى المسجد.. وحضورك للدورة.. أم أنك تحسبني