responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عقول معطلة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 67

وقد تعجبت ـ بادئ الأمر ـ للمنجزات الكثيرة التي حققها في تلك العقود القليلة من السنين.. فقد رأيته يذكر انتماءه لعشرات الجمعيات.. وتأليفه لعشرات الكتب.. وتوليه للكثير من المناصب.. ورحلته للكثير من البلاد.. وفوق ذلك توليه إدارة أعرق جامعة في بعض البلاد العربية.. وفوق ذلك كله صداقته للكثير من الملوك والأمراء..

أصدقكم بأني فرحت كثيرا لما ناله من حظوظ.. وقلت في نفسي: هي فرصة لأن يؤدي رجل قارئ ومثقف مثله خدماته الجليلة للأمة..

لكني ما إن سمعت حديثه حتى سقط في يدي.. وتألمت كثيرا لما أصابه..

لقد بدا لي ممتلئا بالقسوة والغلظة.. وكان يجيب عن الأسئلة التي ترد عليه بكل كبرياء وغرور.. حتى أنني عندما اتصلت بالحصة من بيتي وأخبرته أنني صديقه القديم لم يلتفت لكلامي، بل راح يقول ضاحكا أو ساخرا للمذيع: الكل يزعم صداقتي.. هذه ضريبة المناصب.. ولم يزد على ذلك.

ولم يؤذني كل ذلك، بل آذتني تلك الفتاوى الخطيرة التي كان يصدرها، والتي كان يحرض فيها على الفتنة وسفك الدماء وخراب الأوطان..

بل إنه في أثناء إجابته عن سؤال طرح عليه حول الزوايا والصوفية قال: أتذكر أني ذهبت في شبابي إلى بعض تلك الزوايا، وقد رأيت فيها من الخرافات والضلالات والهرطقات ما لا يقع في مثله اليهود والنصارى، لذلك أنا أرى أن تعامل بمثل ما تعامل بها سلفنا من العلماء الربانيين الذين حكموا على أصحابها بالردة، وحكموا على بنيانها بالهدم.

وظل يرطن بمثل هذه الأحاديث والفتاوى والبيانات إلى أن ضجرت منه ومن كل الأوراق التي قرأها، والتي كانت مبعثرة بين يديه..

في ذلك الحين خطر على بالي أن أبحث عن صديقي صاحب الذوق الرفيع، لا

نام کتاب : عقول معطلة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 67
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست