responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عقول معطلة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 70

تغيير إلا بهما.. وقد كانت كلماته الصادقة تلك سببا في انهيار المشروع الذي كان يريد الشياطين إقحامي فيه، وجري إليه.

بقي القوم يتحدثون عن مناقب الرجل، وما استفادوه منه إلى أن دخل علينا ممتلئا هيبة ووقارا وإيمانا وتواضعا.. فصافح الجميع، ثم مد يده إلي، وهو يقول: مرحبا بصديقي القديم.. ألم تحسم أمرك بعد؟

قلت: ما تعني؟

قال: ألا تزال تحن إلى عالم الأذواق.. أم أن أوراقك لا تزال تحول بينك وبينه؟

قلت: خذ جميع أوراقي.. واسقني كأسا واحدة من الكؤوس التي سقيت بها هؤلاء الناس.

ابتسم، وقال: ما دامت أوراقك لا تحول بينك وبين الارتواء من كؤوس الأذوق، فدعها معك.. فإن حالت بينك وبينها فأحرقها، فهي سموم قاتلة.

قلت: هل علمت ما حصل لصاحبنا صاحب الأوراق.. فقد..

قاطعني، وقال: لقد أخبرني شيخي بمصيره من أول يوم التقينا فيه معه.. لقد بكى بعد انصرافكما بكاء شديدا، وقال: يوشك لصديقك ذلك أن يأكل الفالوذج على موائد الأمراء.. فإن شئت أن تصحبه فافعل.. فإن الدنيا ستفتح له كل أبوابها.

قلت: فلم لم تفعل؟

قال: عندما تذوق من رحيق المحبة الطاهرة، وتشع عليك أشعتها الجميلة ستحتقر كل ما عداها، وكل من عداها.. وسيصبح الساقي حينها هو الأمير والملك.. وستطلق عند رؤيته كل ما حصلت عليه، وما لم تحصل.. ألم تعرف ما حصل لمولانا جلال الدين عند رؤيته لشمس تبريز؟

قلت: بلى.. لقد قرأت ذلك.. وتأثرت لقصته.

نام کتاب : عقول معطلة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 70
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست