responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عقول معطلة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 73

افترقت بنا الدنيا ظللت أتابع أخبارهما إلى آخر لحظة..

وقد فكرت مرات كثيرة في أن أكتب مسرحية حولهما.. وبما أن بضاعتي مزجاة في هذا الفن النبيل من الفنون الإنسانية، فإني سأذكر هنا مشاهد من تلك المسرحية، وأترك لإخواني وأصدقائي من الفنانين الموهوبين ليحولوا من هذه المشاهد كائنا حيا يراه الناس بأعينهم، ويلمسونه بأرواحهم، عساهم يلتفتوا لتلك الكائنات التي تتكون منها ذواتهم، قبل أن يلتفتوا لذوات الآخرين.

أما الفصل الأول من مسرحة حرب وسلام، فيبدأ من صبانا الباكر، حيث كان حرب يميل إلى كل اللعب والرياضات الممتلئة بالعنف والقسوة، وخصوصا الملاكمة، فقد كان يحبها حبا شديدا، وكان لذلك يقابل كل من لقيه بلكمة ثقيلة يمازحه بها.. وكان إذا صافح زملاءة ضغط على أيديهم بشدة، ليقيس عضلاته بعضلاتهم، أو ليفرض شخصه عليهم بتلك القبضة القوية.

وكان يحدثنا بإعجاب شديد على تلك اللكمات التي هشم بها الأنوف، وأسال بها الدماء، وكسر بها الأسنان.. كما يحدثنا عن الطيور التي طاردها، والحشرات التي وطئها، والحيوانات التي خنقها بقبضته القوية..

وقد ظلت هذه الصفات معه، وكبرت مع كبره، ونمت شجرتها في نفسه مع نموه.. فكانت قبضة يده القوية ـ في كبره ـ يستعملها في كل محل حتى وهو يمسك بعصا المحراب، أو هو يلوح بها خطيبا، أو هو يحاور بها غيره من مخالفيه.. حتى وهو يروي أحاديث رسول الله a أو هو يقص قصص الأنبياء كان يتحدث عنهم، باعتبارهم أصحاب قبضات قوية كقبضته، وأصحاب نفوس عنيفة كنفسه.

وبخلاف حرب كان سلام ممتلئا سلاما من صغره الباكر.. فكان أبعد الناس عن العنف وأميلهم إلى الهدوء والسكينة والسلام.. هو كاسمه تماما.. ولذلك كان يؤثر

نام کتاب : عقول معطلة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 73
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست