responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عقول معطلة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 74

الرياضات والألعاب التي تتناسب مع تلك الطبيعة التي جبل عليها، أو آثرها، أو ربي عليها.

وقد كان لذلك مستضعفا من طرف زملائه وخصوصا حرب، الذي كان يلكمه بلكمة قوية كلما التقى به، وكان سلام لحبه السلام، لا يقابل تلك اللكمة إلا بابتسامته التي ظلت معه إلى آخر لحظة من حياته.. وقد كانت تلك الابتسامة وما يصاحبها من كلمات طيبة سما قاتلا لحرب يجعله لا يكتفي باللكمة واللكمتين، بل يضيف إليها ما يرضي غريزته العدوانية، أو السبع الذي كان يتربع على عرش قلبه.

وأحب أن أنبه هنا إلى أن الأمر لم يكن مرتبطا بقوة جسد حرب، ولا بضعف جسد سلام، فقد كان كلاهما متشابهين في القوة الجسدية، بل لعل قوة جسد سلام كانت تفوق قوة جسد حرب.. ولكن نفسه المسالمة كانت تتحكم في جسدها الذي اؤتمنت عليه، بينما كانت نفس حرب تمد حربا بمدد إضافي يجعله يرى نفسه مثل الهرة عندما تنتفخ، وترى في انتفاخها أنها تحولت أسدا هصورا.

وهكذا كان حرب، فقد كان أشبه الناس في تلك المرحلة بالهرة التي تنتفخ كل حين، لتري غيرها أنها ليست سبعا ضعيفا، بل هي سبع قوي لا يصح لأي أحد أن يقترب منه.

هذه مشاهد من الفصل الأول من مسرحية حرب وسلام.. وقد تطورت هذه المشاهد بعد ذلك، فانتقلت من عالم الجسد إلى عالم الفكر إلى غيرها من العوالم.. فالقبضة القوية لا تقتصر على الجسد فقط، بل تشمل النفس والروح والسر وكل اللطائف الإنسانية لتغذيها بغذائها.

أما الفصل الثاني، فيبدأ من أيام تكويننا الدراسي، وخصوصا في المرحلة الجامعية حيث كان لكل من حرب وسلام منهجه الخاص في الدراسة، وفي التعامل مع المعلومة،

نام کتاب : عقول معطلة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 74
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست