responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عقول معطلة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 75

وفي الانفعال لها.

أما حرب، فكان ـ بطبيعة اهتماماته التي ربي عليها ـ أميل إلى العنف منه إلى السلام، وإلى الشدة منه إلى اللين.. ولذلك كان إذا رأى اختلاف مواقف الناس من أي جهة من الجهات آثر العنف والشدة على السلام واللين.. وقد أراح ذلك عقله كثيرا.. فلم يتكلف من التعب والعناء في الدراسة ما تكلفه سلام.. لأن السلام يحتاج جهدا مضاعفا، وقوة كبيرة حتى لا يقع في أحكام خاطئة، فيظلم أو يجهل أو يجور أو يعتدي.

ومن الأمثلة على ذلك أننا عند دراستنا المنطق، رأيت سلام مقبلا عليه بكل جهده، يتعلم مسائله دقيقها، وجليلها، ويحاول التدرب عليه، وتكوين ملكة فيه.. أما حرب، فقد رمى الكتاب من اليوم الأول، لأن عقله لم يستطع أن يفهم تلك المصطلحات، ولا وقته كان يسمح له بالتدرب على تلك البراهين..

ولكنه لم يكتف بذلك.. بل راح يبحث عمن تكلم فيه، أو نهى عنه، أو ذمه.. وسرعان ما وجد ضالته.. فراح بدل تعلم المنطق يتعلم كيفية نقضه ونقده وسبه وحربه.

وهكذا عند دراستنا المقاييس المرتبطة بالأديان.. فقد رأيت معاناة سلام في البحث عن كل دين، وعقائده، وتاريخه.. وكان يفرح كثيرا كلما رأى قواسم مشتركة بينها وبين الإسلام، أو بينها وبين القيم الإنسانية..

وأذكر أنه كان يقص علي كل حين أخبار الرهبان الطيبين الذين قضوا حتفهم في بعض الخدمات الاجتماعية أو الإنسانية.. وكان يغضب عندما يسميهم بعض زملائنا بالصليبيين الحاقدين، ويقول لهم بكل قوة: هل اطلعتم على ذلك؟.. هل شققتم على قلوبهم؟.. لم ترمونهم بفعل الجبابرة والطغاة والظالمين من غير بينة؟

وأذكر أنه جاءني مرة بكتيب صغير، كان اسمه [إنجيل بوذا]، وقرأه علي فرحا مسرورا، وهو يقول: لا شك أن هذا الرجل لا يختلف عن أولئك الأنبياء أو الأولياء أو

نام کتاب : عقول معطلة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 75
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست