responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عقول معطلة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 76

الصديقين.. وإن كان التحريف قد لحق أتباعه في بعض الأمور، فإن هناك مساحة مشتركة بيننا وبينهم يمكننا لو صدقنا النية أن نردمها بسهولة، وأن نبني بيننا وبينهم علاقات ممتلئة بالطيبة والإنسانية.

وهكذا كان في تعامله مع الأديان المختلفة.. وقد جر عليه ذلك حروبا كثيرة من طرف حرب وأصحابه حتى اتهموه بالردة وأخواتها.

هذا حال سلام مع تلك العلوم.. أما حال حرب، فكان مختلفا تماما، فهو لم يقرأ أي كتاب، ولا طالع أي بحث، ولا عرف أي دين من خلال مصادره، ولا من خلال واقعه.. وإنما اكتفى عقله الصغير بمقالات خطابية قصيرة ألفها بعض الخطباء المشهورين في ذلك الحين، يدعو فيها إلى هدم كل كنيسة، وقتل كل راهب، وذبح كل رجل دين..

وكان أحب المشاهد إلى نفسه ـ والتي كان يرددها كثيرا ـ مشهد ذلك المجنون الذي حرق الإنجيل في أكبر شارع للمسيحيين، لينتقم للقرآن الكريم الذي حرقه بعض القساوسة.

وكان يصيح كل حين، ومع الأستاذ والطلبة بقوة: كيف تسمح قلوبكم بأن يعيش على هذه الأرض من يشرك بالله، أو يشوهه أولا يؤدي فرائض دينه.. أين غيرتكم.. أين إيمانكم.. أين دينكم؟

وعندما كان يقول هذا كان الأستاذ يطأطئ رأسه، ولا يدري بما يجيبه، لأن حربا كان قد شكل في كبره، كما شكل في صغره، عصابة لا تردد إلا ما يقول، ولا تصيح إلا بما يصيح..

ولهذا كان الأساتذة يتحاشونه، بل يرشونه بالنقاط الكثيرة هربا منه ومن شره.. وذلك ما جعله ينجح في كل المراحل، وبتفوق، ومن غير أن يبذل أي جهد.. فقد كانت

نام کتاب : عقول معطلة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 76
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست