التعبير
عنه.. ولذلك راح يقرأ لكل شاعر وكاتب وروائي.. وكان فوق ذلك يتدرب على كل تلك
الفنون، ويحاول أن يعبر بها عن السلام الذي يملأ قلبه.
أما حرب، فقد
كان حربا على كل تلك الفنون.. وقد حفظ الفتاوى الكثيرة التي تحرمها، وتسد الطريق
على أهلها.. وقد أكسبه ذلك أيضا أتباعا جددا، وشهرة جديدة.
وهكذا كان
الأمر عند دراستنا للحركات الإصلاحية.. فقد كان سلام منبهرا بالحركات العقلانية
والتنويرية في نفس الوقت الذي كان حرب منبهرا بالحركات المسلحة والمتشددة.. وكان
معجبا إعجابا شديدا بالشيخ محمد بن عبد الوهاب وحركته النجدية، فقد أخذت منه كل
مأخذ، وكان يقول لنا كل حين: إن هذه الحركة هي الحركة الوحيدة التي تمثل الإسلام
الحقيقي.. لأنها وقفت بكل قوة في وجه كل ذلك التزييف والتحريف الذي تعرض له
الإسلام..
وقد كان من
أعجب ما رأيته منه، وأنا أعرف كسله ونفوره من العلم والدراسة، هو ذلك الاستغراق
الذي حصل له وهو يقرأ كتب ابن عبد الوهاب وتلاميذه وحفدته، ويرددها كل حين.. ولا
يكتفي بذلك، بل راح يستعمل كل الوسائل للتواصل بهم والاستفادة منهم..
ثم راح بعد
ذلك، يبشر بهم في الجامعة وبين الطلبة، وبين الناس، وسرعان ما كسب أتباعا كثيرين،
وشهرة جديدة.
وهكذا كان
الأمر في كل العلوم والفنون إلى أن تخرجنا..
وبتخرجنا
ينتهي الفصل الثاني من هذه المسرحية، ليبدأ الفصل الثالث، وهو فصل ممتلئ بالأسى
والحزن.. ولذلك أنصح أصحاب القلوب الضعيفة أن يتوقفوا عند هذا الحد، ويخرجوا من
المسرح.
أما غيرهم،
فأذكر لهم أننا بعد تخرجنا مباشرة.. اختلفت بنا السبل..