responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عقول معطلة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 80

أما حرب، فقد وجد عناية كبيرة من جهات متعددة، كانت كلها تتنافس على توظيفه والاستفادة من قدراته العجيبة.. وكانت كلها تدفع له مبالغ طائلة جعلته يتحول في وقت قصير إلى غني من الأغنياء، بل يتحول إلى رجل أعمال كبير..

وأول تلك الجهات هي القنوات الفضائية التي تحب الصوت المرتفع، والقبضات القوية، إرضاء لأذواق الجماهير.. وقد أعطته ما شاء من الوقت لينشر فكره التجديدي المتمثل في القوة والتغيير.. ولذلك كان شعاره الذي تبدأ به كل حصة هي قبضة قوية مكتوب عليها شعار [الله أكبر]

وسرعان ما تحول الشعار بعد ذلك إلى [الشعب يريد إسقاط النظام]، وقد وجد حرب فرصته تحت هذا الشعار، فقد كان لا يكتفي بتلك المساحة الكبيرة التي أعطيت له من جميع القنوات العالمية.. وإنما كان يذهب بنفسه مشجعا لكل تلك الأيادي التي تسفك الدماء، وتخرب الأوطان، وتقضي على الحياة.. في نفس الوقت الذي كان ينعم فيه بحماية أكثر الأنظمة طغيان وظلما وعتوا.

أما سلام.. فقد كان آخر من توظف من دفعتنا.. وسرعان ما طرد من العمل بعد اتهامه بالزندقة والهرطقة والردة.. لأنه كان يدعو إلى السلام في مجتمع لا يحب إلا الحرب.

وقد اضطره ذلك إلى أن يعود إلى الريف الذي ولد فيه، ليرعى غنم أهله، ويعيش حياة التأمل التي كان يحلم بها..

وبعد عشر سنين من رعي الغنم.. وبعد أن رأى بنيان الأمة يكاد ينهد.. ورأى حرب، وكيف أصبح بوقا لكل شيطان.. خرج من الريف، وذهب يصيح في كل مدينة يحل بها ينفر من الدجل، ويحذر منه، ويستعمل في ذلك كل ما في السلام من قوة وحق.

وقد شاء الله الذي بيده كل شيء أن يقيض له من يقف بجنبه من الأقوياء،

نام کتاب : عقول معطلة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 80
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست