responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عقول معطلة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 81

وأصحاب المال والجاه.. فأخذوا بيده، وطلبوا منه أن يقف في وجه مشروع حرب..

وهنا بدأت الحرب بين حرب وسلام..

أما حرب، فقد توقف عن إشعال تلك النيران التي كان يوقدها بين الشعوب والحكام، وراح يشعلها بين الشعوب وسلام.. وكان يخاطب الشعوب بقوله: لا يمكنكم أن تتخلصوا من الاستبداد والظلم والطغيان، وسلام بينكم.. فاشنقوه.. فلا يشنق حكام الجور إلا بأمعاء علماء السلطان.

وقد نسي أنه من كبار علماء السلطان، فلم يكن يتغدى إلا عند الأمراء، ولم يكن يتعشى إلا عند الملوك..

وما هي إلا سنوات قليلة حتى استجابت بعض العقول لدعوة حرب، وراحت تنفذ كل ما يطلبه منها..

وبما أن سلام كان بسيطا ومتواضعا، ولم تكن له حراسة خاصة، بل لم يكن له أبواب قوية تحمي بيته.. فإنه سرعان ما وصل إليه تلاميذ حرب، وغرزوا فيه أنياب حقدهم.. وقد وجد من رآه قتيلا ثلاثا وثلاثين جراحة، ووجدوا في ثوبه مائة وبضعة عشر خرقا من السكاكين الحادة، بالإضافة إلى أثر الضرب[1].. ووجدوا مع ذلك كله ابتسامته العذبة التي لم تفارقه في جميع حياته.

هكذا انتهى الفصل الثالث والأخير من هذه المسرحية.. ومع كونه فصلا مؤلما إلا أن الواقع كان هكذا، وما كان لي أن أتجاوز الواقع.. ولو كان الأمر بيدي لما أنهيت المسرحية بهذه النهاية المؤلمة.

نعم بقي فصل رابع، لن أقصه للجميع، بل سأخص به فقط من يثق في من الناس..


[1] أشير بهذا إلى حصل للإمام الحسين في كربلاء، انظر: المحمودي، العبرات: 2/136.

نام کتاب : عقول معطلة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 81
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست