responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : عقول معطلة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 82

أما من عداهم، فأدعوهم إلى مغادرة المسرح، حتى لا تتغير نظرتهم لي، فيتهموني بالجنون أو الهرطقة.. ذلك أن هذا الفصل يتجاوز الملك إلى الملكوت.. ويتجاوز الظاهر إلى الباطن.. ويتجاوز السراب إلى الحقيقة.. وما أصعب أن نرى الحقيقة.

وخلاصته التي أذن لي في الحديث عنها هي أنني بعد ما حصل لسلام من القتلة الشنيعة التي قتل بها، وبعد أن أقيمت الأفراح في تلك الأيام ابتهاجا بما حصل له أصابني حزن شديد، لم أجد مطفئا له غير ذهابي لقبره الذي وضع على رأس جبل، وفي مكان خال حتى لا يستطيع زيارته أي أحد.

وهناك تجاوزت الملك إلى الملكوت.. وهناك اكتشفت حقيقة سلام، وسر ابتسامته، وتمنيت لو أني قضيت حياتي كلها في صحبته، بل تمنيت لو كنت خروفا من تلك الخراف التي رعاها، أو عصا من تلك العصي التي حملها، وهو يرعى الغنم.

بينما كنت على قبره أبكي وأتألم شعرت بيد تربت على كتفي، فالتفت لها، فإذا به سلام واقف أمامي تظلله أنوار كثيرة لا طاقة لي بوصف جمالها.. كان كله يشع من الأنوار، وكانت تنبعث منه روائح طيبة، لم أشم مثلها في حياتي جميعا.. وكانت ابتسامته بلسما لكل الجراح التي تألمت لها، أو شكوت منها.

قلت له بمجرد أن رأيته، والانبهار قد أخذ مني كل مأخذ: هل أنت سلام؟

قال لي: أجل.. هل نسيتني؟

قلت: ولكنك مت.. وهذا قبرك.. لقد رأيت صورتك وأنت ميت، وقد طعنت في كل مكان من جسمك.. حتى أن البعض أخبرني بأنهم اجتزوا رأسك، وفصلوه عن جسدك.

ابتسم، وقال: لقد أخطأوا فيما ذكروه لك.. وما أكثر ما يخطئون.

قلت: كيف تقول ذلك، وقد تناقلته جميع وكالات الأنباء.. وقد رأيت صورتك

نام کتاب : عقول معطلة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 82
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست