وأبين لهم
أنه لا يمكن أن يتقدموا في أي شيء دون أن يكون لهم همة تدفعهم، وطموح يرتفع بهم.
وقد ندمت على
ذلك الإشهار المجاني الذي قدمته للمحاضرة ندما شديدا، لأني رأيت طلبتي وجميع
الحضور قد انتكست مفاهيمهم للحياة وللدين، وتخلخلت معاييرهم تخلخلا لا يمكن
ترقيعه.
بدأت
المحاضرة التي تجمعت لها الجموع الكثيرة من الطلبة والطالبات.. وخرج المحاضر مزهوا
بنفسه كالطاووس، يتحرك في المنصة حركات سريعة يستعمل معها كل لغات الجسد التي
تعلمها وتدرب عليها..
وفي بداية
المحاضرة، قال ممتنا على الحاضرين: هذه محاضرة مجانية أقدمها لكم خصوصا لوجه
الله.. لا أريد منكم جزاء ولا شكورا.. فقط أرجو منكم الاهتمام بها، والعمل
بمقتضاها، وأنا أضمن لكم أنكم بعد فترة وجيزة بعد تخرجكم ستصبحون قادة في
مجتمعاتكم.. لا تشكوا أبدا في ذلك.. فالحلم الذي تحلم به اليوم سيصبح حقيقة غدا.
وأول ذلك هو
الهمة العالية.. تذكروا جيدا هذه الكلمة.. فالله يعطينا بحسب هممنا العالية..
وإلى هنا كان
كلامه مقبولا عندي.. وكنت فرحا أني أحضرت طلبتي لأني كنت أتصور أنه سيحثهم على
الترفع عن الدنايا والتطلع إلى الأهداف العظمى التي يؤدون بها الرسالة التي كلفهم
الله بها.
لكن كل ذلك
نسخ بعد أن سمعت بقية محاضرته..
كان يتجول في
المنصة.. يحرك يديه بكل قوة، ويقول بصوت جهوري: سأقص عليكم الآن قصة امرأة عظيمة
من الصحابة الأجلاء الذين نزل فيهم قوله تعالى: