نرجو أن يكون
في معاوية خلف من يزيد.. يعني يواسونها ويعزونها، فقالت: أو مثل معاوية يكون خلفاً
من أحد؟! والله لو جمعت العرب من أقطارها، ثم رمي به فيهم لخرج من أي أعراضها شاء..
وقيل لها أيضاً ـ ومعاوية وليد بين يديها ـ: إن عاش معاوية ساد قومه، فقالت: ثكلته
إن لم يسد إلا قومه!.. وهذه العبارة لها معان عظيمة جداً بعيدة المرمى؛ لأن معنى
ذلك أنها رغم أن وليدها بضعة لحم لا يظهر عليه أي أمر مما يقطع بأن هذا سيكون
إنسان له شأن، ولكن هذا معناه أنها تنوي أن تربي هذا الولد وتوجهه حتى إنها لتأنف
من أن يسود قومه فقط، بل غضبت حينما قالوا لها: إن عاش معاوية ساد قومه، فقالت:
ثكلته. يعني: الأفضل أن يموت إن لم يسد إلا قومه.. ومعروف أن معاوية من أكثر العرب
سيادة وسياسة وحكمة كما عرف أثناء إمارته في الشام أو أثناء خلافته)[1]
قال ذلك، ثم
كبر، وطلب من الحضور أن يكبروا معه، ثم قال: هل رأيتم مثل هذه الهمة العالية.. لقد
استطاعت هند بفضلها أن تنجب ذلك البطل العظيم من أبطال الإسلام معاوية.. ذلك الذي
أسس الدولة الأموية العظيمة.. تلك الدولة التي استطاعت بفعل حكمة حكامها الكثيرين
أن تتربع على عرش قيادة العالم قرنا من الزمان.
إن تلك
الدولة وحكامها هم أكبر النماذج الدالة على قوة الإسلام، وأنه ـ لو توفرت الهمم
العالية لأبنائه ـ يستطيع أن يصبح القوة الكبرى والوحيدة في العالم.
هل تعلمون ـ
أيها الحضور الكريم ـ أن الحكام في ذلك العصر.. عصر قوة الإسلام.. كانوا يخاطبون
السحابة قائلين: أمطري حيث شئت.. فإن خراجك سيأتينا؟
هل تعلمون ـ
أيها الحضور ـ أن خدم المسلمين في ذلك الحين لم يكونوا من العبيد السود فقط.. بل
كان فيهم جميع الألوان.. لأن جيوش المسلمين استطاعت أن تدخل
[1]
هذا النص الحرفي من محاضرة بعنوان [علو الهمة] للشيخ محمد إسماعيل المقدم، وهي
متوفرة للنت للاستماع والتحميل الصوتي والنصي.